أسواق المواشي في سوهاج على حافة الانهيار.. تجار يصرخون: ”الوضع كارثي ولا رقابة”

شهدت أسواق المواشي بمحافظة سوهاج تراجعًا غير مسبوق في حركة البيع والشراء، وسط صرخات التجار والمربين الذين وصفوا الوضع الحالي بـ"الأسوأ منذ سنوات"، في ظل ارتفاع جنوني لأسعار الأعلاف والتبن، يقابله انهيار ملحوظ في أسعار المواشي، وغياب شبه تام للرقابة التموينية.
محمد عبد الصبور، أحد أقدم تجار المواشي بسوق محافظة سوهاج، قال في تصريحات خاصة لـ موقع" الأرض"، إن السوق يشهد حالة ركود حادة منذ مطلع العام الجاري، مؤكدًا أن "الأسعار في تراجع مستمر، والوضع من سيئ إلى أسوأ".
وأوضح عبد الصبور، الذي يمتلك خبرة تتجاوز 28 عامًا في تجارة المواشي، أنه بدأ في ممارسة هذه المهنة منذ أن كان عمره 7 سنوات، حيث ورثها عن والده وجده. وأضاف: "الوضع الحالي صعب جدًا، الأعلاف والتبن وكل مستلزمات التربية ارتفعت أسعارها بشكل جنوني، بينما انخفضت أسعار المواشي بشكل كبير، ما جعل المربين عاجزين عن الاستمرار".
وأشار التاجر إلى أن سعر كيلو اللحوم الطازجة في السوق يتراوح حاليًا بين 280 إلى 300 جنيه، وقد يصل في بعض المناطق إلى 400 جنيه، مؤكدًا أن هذا الارتفاع غير المبرر يعود إلى غياب الرقابة التموينية، واحتكار بعض التجار للسوق.
وقال عبد الصبور: "السعر المفروض لكيلو اللحمة لا يتجاوز 350 جنيهًا كحد أقصى، لكن غياب الرقابة سمح للبعض بالتلاعب بالأسعار وبيع الكيلو بأكثر من 400 جنيه، مما زاد من معاناة المواطن".
وعن تأثير الأزمة على المربين، أوضح أن كثيرًا منهم اضطروا لبيع مواشيهم والتخلي عن المهنة، بسبب ارتفاع تكاليف التربية، خاصة مع زيادة أسعار الأعلاف والبرسيم. وتابع: "المربّي اللي كان بيربّي 8 رؤوس ماشية، النهاردة بالكاد يربّي 2 أو 3.. الوضع مأساوي".
موسم المدارس يهدد بانهيار سوق المواشي
وأضاف عبد الصبور أن دخول موسم المدارس خلال الفترة المقبلة سيؤدي إلى مزيد من التراجع في السوق، نتيجة انخفاض الطلب، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الأسواق في مختلف محافظات الجمهورية، وليس في سوهاج فقط.
وختم عبد الصبور حديثه بتحذير واضح: "إذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل، ستنهار منظومة تربية المواشي بالكامل، وسندخل في أزمة حقيقية تهدد الأمن الغذائي المصري".
