نائب رئيس جامعة سوهاج: استثمرنا 400 فدان لتعزيز الإنتاج الزراعي والحيواني
قال الدكتور خالد عمران، نائب رئيس جامعة سوهاج لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إن الجامعة تمتلك مزرعتين رئيسيتين تخدمان أهداف الدراسة والتطبيق العملي: مزرعة “سوهج الجديدة – الكوامل” بمساحة حوالي 250 فدانًا، ومزرعة “حي الكوثر” التي تبلغ نحو 150 فدانًا، ليصل إجمالي المساحة إلى نحو 400 فدان.
وأوضح أنه تُستغل هذه المزارع في زراعة محاصيل حقلية وبساتين، إلى جانب الإنتاج الحيواني بما يشمل اللحوم والألبان، فضلاً عن الدواجن والنحل. كما تُدار منافذ بيع للمنتجات داخل الحرم الجامعي، في إطار دعم توفير سلع غذائية محلية بأسعار مناسبة، وتشجيع التعلم التطبيقي لطلبة الكلية.
تنوع الإنتاج يغطي احتياجات الجامعة والمجتمع
وأشار عمران إلى أن المزارع لا تقتصر على الإنتاج النباتي فحسب، بل تشمل إنتاج الحبوب (قمح وشعير)، الأعلاف مثل البرسيم، الفواكه والخضروات (حوامض، عنب، تمر)، بالإضافة إلى لحوم الأبقار والأغنام ومنتجات الألبان، علاوة على العسل والمخبوزات المعززة بمنتجات النحل.
خطوات استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي
كشف الدكتور خالد عمران أن كلية الزراعة توسع سنويًا زراعات القمح والشعير في إطار خطط دعم الأمن الغذائي. ويضيف أن القطاع يُعكف حاليًا على زراعة التقاوي المعتمدة، بالتعاون مع وحدة إنتاج التقاوي التابعة للكلية، وربطها بعقود توريد مع جمعيات مزارعي محافظة سوهاج، مما يسهم في رفع إنتاجية الفدان على المستويين المحلي والإقليمي.
البحث العلمي يخدم قضايا الصعيد والبيئة
أشار عمران إلى أن الكلية تتبع سياسات بحث تربط النصوص العلمية بالتحديات الزراعية في الصعيد، مثل قضايا المناخ والمياه والتربة. كما تؤكد الجامعة مشاركتها في فعاليات عالمية، مثل محاكاة FAO التي نظمها طلبة الجامعة في أبريل 2025، ما يعكس دمج المفاهيم العالمية ضمن المناهج التعليمية.
رؤية مستقبلية: تعليم زراعي مقاوم للتحديات
دعا الدكتور عمران إلى إدراج مقرر إلزامي يحمل عنوان "الزراعة المقاومة للمناخ"، يغطي موضوعات مثل الري الذكي، والتعامل مع التربة المالحة والجافة، وإدارة المخاطر الحرارية. وأضاف أهمية إنشاء معمل لتحليل البيانات الزراعية، إلى جانب تنفيذ مشاريع تخرج تطبيقية على المزارع الجامعية، تشمل استخدام أصناف متحملة وطرق ري حديثة وحصاد مياه الأمطار، وربط التدريس بالتجارب الحقلية مع مزارعي القرى المتضررة من الإجهاد المائي في سوهاج.
تكنولوجيا متقدمة تغربل خيارات الطلاب
لفت عمران إلى أن الكلية تستمر في مواكبة التكنولوجيا الحديثة من خلال تدريب مشترك مع المعمل المركزي لبحوث الحشائش ومحطة بحوث جزيرة شندويل، بالإضافة إلى تقديم خدمات تحليل التربة والمياه، وإنتاج التقاوي، وإصدار الصناعات الغذائية داخل الكلية، إلى جانب توفير التعليم الرقمي عبر منصة ZAD والتوسع في التعليم عن بُعد وتحليل البيانات.
شراكة تعليمية مع الصناعة وسلسلة تسويقية متكاملة
أشار نائب رئيس الجامعة إلى تنفيذ زيارات طلابية للمصانع ومحطات الغربلة، وعقد بروتوكولات تعاون مع مصانع الألبان والعصائر في الصعيد، بهدف دمج مشروعات الطلاب في خطوط الإنتاج الفعلية، وتأصيل مبدأ خدمة المجتمع من خلال تطبيق عملي حقيقي.
إنجازات علمية وتوجه نحو دعم الابتكار
كشف عمران أن الجامعة شهدت طفرة بحثية في عام 2024، حيث نُشر نحو 880 بحثًا في Web of Science، وحققت تقدمًا بنحو 1161 مركزًا في تصنيف Webometrics في يوليو 2025، ما ساعد في جذب تمويلات أوصلت الكلية إلى دعم الباحثين المبتكرين. كما نُفّذت مبادرات لاستضافة الشركات الناشئة التي تقدمها "حاضنة مسار" بدعم يصل إلى 300 ألف جنيه لكل مشروع، لتشجيع المشاريع الطلابية والابتكار.
واختتم نائب رئيس جامعة سوهاج تصريحاته مؤكداً أنه خلال دمج المزرعة بالتدريس والبحث التطبيقي، وتحويل الفكرة إلى مشاريع ملموسة، ترسم جامعة سوهاج نموذجًا رائدًا في التعليم الزراعي الحديث. فهي تقدم مساحات تعليمية حقيقية، وفرصًا إنتاجية، وروابط فعالة مع المجتمع، في سبيل تعزيز الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في صعيد مصر.
