الأرض
الأربعاء 13 أغسطس 2025 مـ 01:50 صـ 17 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

حصاد أول محصول قطن في الأراضي الرملية بسيناء

أول قطن من الرمال
أول قطن من الرمال

قال الدكتور عابدين علي محمد، وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء، إن المحافظة شهدت للمرة الأولى نجاح تجربة زراعة القطن في الأراضي الرملية وسط صحراء مدينة طور سيناء، مؤكدًا أن ما تحقق يُعد "إعجازًا زراعيًا" وليس مجرد إنجاز، باعتباره سابقة غير مسبوقة في تاريخ الزراعة بالمنطقة الصحراوية.

أوضح وكيل الوزارة أن هذا النجاح جاء بتضافر جهود الدولة، من توجيهات وزير الزراعة، ورعاية اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، إلى الدعم الفني الكامل من مديرية الزراعة ومعهد بحوث القطن، في تجربة جريئة واجهت صعوبات طبيعية وتحديات مناخية ومورفولوجية لم تمنع الوصول إلى أول موسم حصاد.

وأضاف عابدين أن المألوف أن تُزرع محاصيل القطن في الأراضي الطينية، إلا أن إرادة فريق العمل وخطط البحث العلمي الدقيقة مكّنت الزراعة من اختراق المستحيل، مؤكدًا أن أبناء المديرية والإدارة الزراعية في طور سيناء أثبتوا قدرة عالية على التنفيذ، وهو ما يؤكد أن الحلم أصبح حقيقة، وطموحات المزارعين بدأت تتحقق على أرض الواقع.

من جانبه قال الدكتور سامي بدر، خبير الزراعة ورئيس بحوث متفرغ بوزارة الزراعة، والمسؤول عن تنفيذ الخطة البحثية لمعهد بحوث القطن، إن زراعة القطن في جنوب سيناء اعتمدت على ستة تراكيب وراثية متطورة، منها "سوبر جيزة 86"، و"سوبر جيزة 94"، و"سوبر جيزة 97"، إلى جانب ثلاث تراكيب وراثية جديدة تم اختبارها لتناسب طبيعة المناخ الصحراوي وارتفاع درجات الحرارة.

أوضح بدر أن الدورة الأولى لجني القطن تمت بعد 127 يومًا من الزراعة، في مؤشر لنجاح التكيف الوراثي والبيئي للمحصول، مشيدًا بالدور الكبير لمهندسي الزراعة بجنوب سيناء.

كشف بدر أن اليوم يمثل لحظة تاريخية، حيث تم جني أول محصول قطني مصري في صحراء طور سيناء، وهو القطن المعروف بجودته العالية واستخداماته المتعددة في صناعة الغزل والنسيج واستخلاص الزيوت، مؤكدًا أن ما تحقق لم يكن ليرى النور دون دعم الدكتور عادل عبدالعظيم مدير مركز البحوث الزراعية، والدكتور عبدالناصر رضوان مدير معهد بحوث القطن، وجهود أكثر من 10 أقسام علمية عملت على اختيار أفضل الأصناف إنتاجية وجودة.

أشار بدر إلى أن هذه التجربة تمثل بداية مرحلة جديدة في التنمية الزراعية بجنوب سيناء، خاصة مع استخدام نظم ري حديثة مثل الري بالتنقيط، والتكيف مع مناخ قاسٍ يتطلب أصنافًا خاصة، لافتًا إلى أن فرق البحث العلمي تواصل العمل على مدار الساعة لاختبار وتطوير أصناف أكثر تحملاً وأكثر إنتاجية مستقبلاً.

أكد أن نجاح تجربة زراعة القطن في الأراضي الرملية لا يعكس فقط قدرة الباحثين أو صبر المزارعين، بل يفتح آفاقًا جديدة للزراعة في مناطق كانت تُعد غير صالحة للزراعة، وهو ما قد يُحدث تحوّلًا استراتيجيًا في مستقبل الأمن الغذائي المصري.