الأرض
الإثنين 11 أغسطس 2025 مـ 11:26 مـ 16 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الأمراض السارية تهاجم الأغنام وتهدد الإنتاج الحيواني

الأمراض السارية تهاجم الأغنام
الأمراض السارية تهاجم الأغنام

قال الدكتور يوسف حسين حافظ، أستاذ رعاية الحيوان بقسم بحوث تربية الأغنام بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، في ريف مصر الممتد على ضفاف النيل وداخل الصحارى والمراعي المفتوحة، تُعد تربية الأغنام ركيزة اقتصادية لا غنى عنها لآلاف الأسر والمربين، ومصدرًا مهمًا لإنتاج اللحوم والصوف والألبان. ومع ما تشهده البلاد من جهود بحثية لتطوير هذا القطاع، تطفو على السطح تحديات خطيرة تهدد استمرار نموّه، في مقدمتها الأمراض السارية التي باتت تنذر بكارثة إذا لم يتم مواجهتها بحزم ووعي.
الأغنام.. "رمانة الميزان" في الأمن الغذائي
و أكد أستاذ رعاية الحيوان بقسم بحوث تربية الأغنام بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن الأغنام تمثل العمود الفقري للثروة الحيوانية المصرية إذا ما تم استغلالها وتطويرها بالشكل الصحيح.
وأوضح أن الدولة أولت هذا القطاع اهتمامًا بحثيًا كبيرًا، من خلال مراكز وأقسام متخصصة تهدف إلى تحسين السلالات المحلية وتوطين سلالات مستوردة، بما يتوافق مع طبيعة البيئة المصرية والمراعي المتاحة، بما يضمن أعلى معدلات إنتاج من اللحوم والصوف.
مميزات لا تُضاهى مقارنة بالمجترات الكبيرة

عدد د. حافظ عدة مزايا تجعل الأغنام خيارًا ذكيًا للمربين مقارنة بالجاموس أو الأبقار، أبرزها:

انخفاض تكلفة التربية لاعتمادها على الرعي الطبيعي.

كفاءة تناسلية عالية وسرعة في تدوير رأس المال.

قابليتها للتغذية على المخلفات الزراعية والأدبان.

قدرتها على التوائم، حيث تعطي بعض السلالات ما يصل إلى 1.7 حمل لكل 100 نعجة.

وأكد أن تربية الأغنام، في ظل الأزمة الحالية في أسعار اللحوم، يمكن أن تساهم بشكل مباشر في خفض أسعار اللحوم الحمراء إذا توسعت الدولة في دعم هذا القطاع، خاصة أن مدخلاته غير مكلفة وغير محفوفة بالمخاطر.

السلالات المصرية.. ثروة محلية بتوقيع البيئة

السلالات المحلية للأغنام في مصر متعددة، ولكل منها صفات مميزة مرتبطة بمنطقتها الجغرافية، كما بيّن د. حافظ:

الرحماني: أكبر السلالات حجمًا، منتشرة في البحيرة، وتتميز بصوفها البني وأذنها الرومانية.

الأوسيمي: شائعة في الجيزة وصعيد مصر.

البرقي: تتواجد في مطروح والإسكندرية، وتتحمل الظروف القاسية.

السعيدي: يتمركز في محافظة أسيوط.

وتحظى هذه السلالات بقيمة تسويقية مرتفعة نظرًا لقدرتها على التأقلم مع الظروف المحلية وجودة إنتاجها.

نصائح للمبتدئين.. مشروع مضمون بعائد سريع

لمن يرغب في دخول المجال دون خبرة مسبقة، نصح الدكتور يوسف بمشروع تسمين الحملان، لكونه غير مكلف ويحقق عائدًا مجزيًا في وقت قصير.

وأوضح أن الحمل الواحد يحتاج إلى مساحة لا تزيد عن متر ونصف، ويمكن تربية 10 رؤوس في مساحة صغيرة جدًا. وتستمر دورة التسمين من 4 إلى 6 أشهر فقط. أما من يمتلك مكانًا دائمًا فيمكنه البدء بقطيع صغير مكوّن من 10 نعاج وكبش واحد، مع توفير تغذية منخفضة التكلفة تعتمد على المخلفات الزراعية.

الوجه الآخر.. أمراض سارية تهدد القطيع والإنتاج

ورغم ما تقدمه الأغنام من فوائد اقتصادية كبيرة، فإنها تواجه اليوم خطرًا داهمًا يتمثل في انتشار الأمراض السارية، التي قد تؤدي إلى نفوق القطيع وانهيار الإنتاج في حال غياب الإجراءات الوقائية المناسبة.

جدري الغنم.. العدو الصامت

هو مرض فيروسي سريع العدوى يصيب الأغنام فقط، ويسبب اندفاعات جلدية على الفم والعينين والمناطق الخالية من الصوف.
تبدأ الأعراض بـ ارتفاع الحرارة، ضعف الشهية، وسيلان الأنف والعينين، وتُستكمل بتقرحات جلدية قد تؤدي إلى الإجهاض وانخفاض الإنتاجية.
تنتقل العدوى عن طريق التلامس أو الأدوات أو حتى الغبار المحمل بالقشور الجافة.
نسبة النفوق تتراوح بين 10 إلى 20%، وهو رقم مقلق للمربين.

الجمرة الخبيثة.. الموت بلا إنذار

مرض بكتيري فتاك يصيب الأغنام والبشر، وتنتقل العدوى عبر المياه أو الأعشاب الملوثة.
تظهر في شكلين: نفوق مفاجئ، أو أعراض حادة تنتهي بالموت خلال ساعات.
تكمن خطورته في إمكانية انتقاله للبشر من خلال اللحم المصاب أو التلامس المباشر دون وسائل حماية.

الجرب.. مرض جلدي يفتك بالصوف والإنتاج

ينتج عن طفيليات مجهرية تُسبب حكة شديدة، التهابًا، وسقوطًا للصوف، وقد تؤدي في الحالات المتقدمة إلى هزال وتدهور الحالة العامة.
العلاج يشمل دهانات موضعية أو تغطيس في مغاطس دوائية، إلى جانب النظافة الدورية للحظيرة وجسم الحيوان.

الحمى القلاعية.. ضربة موجعة للإنتاجية

مرض فيروسي يُصيب الضرع والأظلاف، ويؤدي إلى فقدان الشهية، تورم في القدمين، وتقرحات في الفم، بالإضافة إلى تراجع إنتاج اللبن واللحم.
ينتشر بسرعة عبر المراعي أو الأدوات الملوثة، وتكون الخراف الرضيعة الأكثر عرضة للنفوق بسببه.

الزوجة (بيرو بالسموز).. عدوى موسمية تنقلها القراد

مرض طفيلي يُعرف محليًا بـ"الزوجة"، يظهر غالبًا في الربيع والصيف، وينتقل عن طريق القراد.
يدمر كريات الدم الحمراء ويؤدي إلى أعراض تشمل: ارتفاع الحرارة، اصفرار، مغص، إسهال دموي، ثم النفوق خلال أسبوع.

خطة المواجهة.. الوقاية أداة الإنقاذ الأولى

أثبتت البيانات الميدانية أن تطبيق إجراءات الوقاية بشكل صارم يمكن أن يُقلل الخسائر بنسبة تفوق 70%. وتشمل هذه الإجراءات:

عزل الحالات المصابة والمشتبه بها فورًا.

إنشاء نطاق صحي حول البؤر الموبوءة.

التحصين الوقائي باستخدام اللقاحات المعتمدة.

دفن الجثث بطريقة صحية أو حرقها.

تطهير الأدوات والحظائر بشكل دوري.

الوقاية المستقبلية.. خمس قواعد ذهبية للمربين

1. الرعاية الصحية اليومية وتوفير غذاء نظيف ومتوازن.

2. التحصين ضد الأمراض السارية بجدول منتظم.

3. تقليل الكثافة العددية داخل الحظائر.

4. الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة داخل المزرعة.

5. التخلص من الجثث والمخلفات بطرق آمنة ومعتمدة.