الأرض
الثلاثاء 22 يوليو 2025 مـ 01:17 صـ 25 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

رئيس« الثروة الحيوانية» يكشف سر نجاح صناعة الدواجن المصرية

رئيس قطاع الثروة الداجنة ومحرر الأرض
رئيس قطاع الثروة الداجنة ومحرر الأرض

أكد الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن الوزارة اتخذت حزمة من التسهيلات لتيسير إجراءات الحصول على تراخيص تشغيل المزارع ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني والعلفي، دون التهاون في اشتراطات الأمن والأمان الحيوي.

وأوضح أن تلك التسهيلات ساهمت في قفزة هائلة في عدد التراخيص، حيث ارتفعت من 1500 ترخيص فقط عام 2017 إلى أكثر من 140 ألف ترخيص حاليًا، تشمل الإنتاج الحيواني والداجني ومراكز تجميع الألبان، ما يعكس توجّه الدولة الجاد نحو تقنين أوضاع المربيين وتعزيز الرقابة على الإنتاج.

الطبيب البيطري شرط أساسي لضمان السلامة والإنتاج

من أبرز شروط منح الترخيص، بحسب سليمان، وجود طبيب بيطري مشرف على كل مزرعة أو مشروع، لضمان الرقابة البيطرية المستمرة، وتسهيل التواصل بين الجهات الرسمية والمربيين، بما يعزز من كفاءة الأداء الصحي والإنتاجي داخل الحظائر والعنابر.

المربي الصغير في قلب المنظومة الوطنية الجديدة
وأشار سليمان إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالمربي الصغير، الذي يمتلك حظائر لا تتعدى 100 متر مربع، حيث يتم دمجهم ضمن المنظومة الرسمية من خلال قاعدة بيانات إلكترونية دقيقة، وتحويل أنشطتهم من العشوائية الى شكل النظامي

وأكد أن قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة يُنظم ندوات تثقيفية ورش عمل تطبيقية وقوافل توعوية في مختلف المحافظات، بالتعاون مع المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف و معهد بحوث الانتاج الحيواني ، لرفع وعي صغار المربين وتدريبهم على أساليب التربية الحديثة والتغذية الصحية، لا سيما وأن التغذية تمثل 60 إلى 70% من تكلفة المشروع.

كما تم دعمهم لتقليل تكلفة الإنتاج ونفقات الأغذية والأعلاف من خلال تحويل المخلفات الزراعية للمحاصيل الحقلية والنواتج الثانوية للصناعات الغذئية إلى أعلاف مغذية، ما يعزز كفاءة التغذية ويقلل الاعتماد على الخامات المستوردة، ويحسن العائد الاقتصادي للمزارع الصغيرة.

أرقام قياسية ومؤشرات اكتفاء ذاتي مشرفة

كشف سليمان عن إنجازات ملموسة حققتها الدولة في هذا القطاع الحيوي، موضحًا أن 70% من حجم الثروة الحيوانية والداجنة في مصر يتم إنتاجه عبر صغار المربيين، مما يضعهم في صدارة أولويات التنمية الزراعية المستدامة.

وارتفعت نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم من 40% في عام 2014 إلى نحو 60% حاليًا، فيما تحقق الاكتفاء الذاتي الكامل من الألبان والدواجن وبيض المائدة، مع وجود فائض يتم تصديره للخارج.

انخفاض الأسعار وتوفير فرص العمل
أثمرت الاستراتيجيات الحكومية عن تراجع ملموس واستقرار في الأسعار

وأشار سليمان إلى أن حجم
الاستثمار في صناعة الدواجن تجاوز 200 مليار جنيه، ويوفر نحو 3.5 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

ومن المتوقع ان يصل إنتاج بيض المائدة إلى 16 مليار بيضة عام 2025، وإنتاج الفراخ ابيضاء نحو 1.6 مليار طائر من القطعان التجارية، بالإضافة إلى 360 مليون طائر من الإنتاج الريفي.

قرارات تحفيزية وتسهيلات غير مسبوقة للمربيين
ولتعزيز استدامة هذا القطاع، اتخذت الدولة سلسلة من القرارات المهمة، من بينها إعفاء مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني من الضريبة العقارية، وإعفاء الخامات والمستحضرات العلفية من ضريبة القيمة المضافة، إلى جانب دعم التوسع في الإنتاج الداجني بالظهير الصحراوي وتوقيع بروتوكولات مع البنوك الوطنية لتوفير التمويل الميسر اللازم للمربين.

كما وفرت الدولة قروضًا ميسرة بفائدة 5% لصغار المربيين، مع تبسيط إجراءات الحصول عليها، إلى جانب دعم تحويل المزارع إلى أنظمة مغلقة حديثة، وهو ما ينعكس إيجابًا على زيادة الإنتاج وتحسين العائد الاقتصادي.

مراقبة الأعلاف وتحسين السلالات

وفي إطار رفع جودة الإنتاج، كثفت الوزارة الرقابة على خامات الأعلاف، وإتخذت كافة الأجراءات القانونية الصارمة بحق المخالفين، مع تحليل العينات داخل معامل مرجعية معتمدة دوليًا. وأسهمت هذه الجهود في تراجع أسعار الأعلاف بنسبة تجاوزت 40%.

وفي خطوة لتعزيز الإنتاج المحلي، أطلقت الوزارة برنامجًا لتحسين السلالات المحلية، من خلال استيراد سلالات عالية الإنتاجية وتهجينها مع السلالات المحلية المتأقلمة مع الظروف المناخية المصرية بهدف إنتاج سلالات مصرية متميزة قادرة على تحمل الظروف البيئية وتحقيق إنتاج مرتفع.


نجاح وطني يُبنى على المربي الصغير

ما تشهده مصر من نهضة في قطاع الثروة الحيوانية والداجنة ليس مجرد أرقام، بل هو تحول نوعي في سياسات الدولة الزراعية، قائم على دعم المربي الصغير، وتوفير مناخ استثماري آمن، ورقابة بيطرية صارمة، ووعي مجتمعي يتكامل مع جهود الدولة لتحقيق الأمن الغذائي الوطني.