تعرف على النبات السحري لعلاج أغلب الأمراض
أكد المهندس جمعة محمد عطا، الخبير الزراعي، أن الكركديه ليس مجرد مشروب تقليدي، بل هو مركب غني بفيتامين "C"، يُستخلص من أزهار حمراء اللون تنقع في الماء لتتحول إلى مشروب مهدئ للأعصاب، مخفّض لضغط الدم المرتفع الناتج عن درجات الحرارة العالية، ومعدّل طبيعي للمزاج الذي كثيراً ما يتعكر بفعل الطقس الحار.
سلاح طبيعي ضد الأمراض
إلى جانب تأثيره النفسي والجسدي في الطقس الحار، يلعب الكركديه دورًا فعالاً في مقاومة الميكروبات، حيث يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والديدان الشريطية، ويساعد في طرد السموم من الجسم. ويعد الكركديه علاجاً فعّالاً لمشكلات الجهاز التنفسي بفضل غناه بفيتامين "C"، حيث يسهم في تخفيف نزلات البرد والرشح والبلغم.
ولا تتوقف منافعه هنا، فالكركديه يحسّن الدورة الدموية، ويزيد من إنتاج كريات الدم الحمراء، ويقوي عضلة القلب وينظم ضرباته، ويُستخدم أيضاً في علاج التهابات الأعصاب، النقرس، والروماتيزم، إضافة إلى أنه يدرّ البول ويهدئ عضلات المثانة، ويخفف من تقلصات الأمعاء ويعزز من كفاءة الهضم.
وتكشف الدراسات الحديثة عن احتوائه على مركبات نشطة تكافح بكتيريا السل وسلالات ميكروبية متعددة، ما يجعله مشروبًا ذا قدرة علاجية لافتة.
متى يصبح الكركديه ضارًا؟
رغم فوائده الجمة، ينصح المختصون بعدم الإفراط في تناوله. فشرب أكثر من كوبين يوميًا قد يسبب ضررًا للكلى بسبب ترسّب أملاح الأوكسالات. ويفضل تناوله منقوعًا في الماء دون غليه، مع ضرورة شربه خلال 24 ساعة من تحضيره. كما يُحظر على من يعانون من انخفاض ضغط الدم أو أمراض الكلى تناوله، لما قد يشكله من خطر على صحتهم.
"من الزهرة إلى الكوب".. رحلة زراعة الكركديه في مصر
وأوضح المهندس جمعة محمد عطا، تجود زراعة الكركديه في أنواع متعددة من التربة المصرية، خاصة الأراضي الطينية والصفراء جيدة الصرف، وكذلك الأراضي الرملية حديثة الاستصلاح. وتبدأ الزراعة من منتصف مارس وحتى نهاية أبريل.
البذور والمعدات:
تُستخدم البذور بمعدل 5 إلى 7 كجم للفدان، حسب طريقة الزراعة، إذ يقلّ المعدل مع استخدام البلانتر، ويزيد مع الزراعة اليدوية.
تجهيز الأرض:
حرث الأرض مرتين متعامدتين.
إضافة 10 طن كمبوست عضوي أو مخلفات مدن.
200 كجم سوبر فوسفات 12.5%.
تخطيط الأرض بمعدل 7-8 خطوط في القصبتين (عرض 1 متر).
الزراعة:
تُزرع البذور على الريشة الجنوبية أو الشرقية، بوضع 4-5 بذور في الجورة، وعلى مسافات من 50 إلى 70 سم، لضمان التهوية والتزهير الجيد.
الري:
رش مبيد "ستومب إكسترا" بعد الزراعة مباشرة لمنع الحشائش.
رية غزيرة أولى، تليها "رية المحاياه" بعد 7-10 أيام.
الري كل 15-20 يومًا حسب الجو وطبيعة التربة، دون تغريق.
الخف والعزيق:
الخف على مرحلتين: الأولى بعد شهر (3 نباتات)، والثانية بعد شهر آخر (نبات واحد).
عزقتان: الأولى بعد الخف الأول، والثانية بعد أو قبل الخف الثاني.
التسميد: علم وفن
1. النيتروجيني:
200 كجم يوريا 46% للفدان، على دفعتين بعد الخف الأول والثاني.
2. البوتاسي:
50 كجم للفدان، تُضاف مع الدفعة الثانية من النيتروجين.
3. العناصر الصغرى (رشتان):
1.5 لتر ماغنسيوم
500 جم ميكروميكس
120 جم أمكتون
2 قرص جبريلك
25 سم³ سيتوكنين
250 سم³ بورون ومولبدنم
تُرش على الأوراق بعد 45 يومًا، ومع بداية التزهير.
الحصاد والإنتاج
وأضاف يبدأ تزهير النبات من يوليو حتى أكتوبر، ويتم جمع السبلات يدويًا ثم تجفيفها جيدًا في الشمس. ويبلغ متوسط الإنتاج من 700 إلى 800 كجم سبلات جافة صالحة للتسويق للفدان الواحد.
الآفات الشائعة ومكافحتها:
المن
العنكبوت الأحمر
دودة ورق القطن
ويتم مكافحتها بالمبيدات المناسبة لكل نوع من الإصابات.
مشروب تقليدي.. لكن خارق
وأشار الخبير الزراعي، أنه ما بين زهرته النابضة بالحياة في الحقل، وكوبه المنعش في الصيف، يتنقّل الكركديه حاملًا في طياته إرثًا زراعيًا وصحيًا ثمينًا. فوائده لا تعد ولا تحصى، وزراعته لا تحتاج إلى تعقيد، فقط بعض من العناية والعلم، ليصل إلى المستهلك مشروبًا يعزز الصحة، ويروي العطش، ويقاوم الأمراض.
