القلب يحب زيت الزيتون*

تعارف كثير من البشر على أن الدهون المشبعة هي المتهمة بارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب، مما دفع العلماء لإجراء العديد من الدراسات على أسباب أمراض القلب والشرايين، توصلت إلى حقيقة ارتباط أمراض القلب بالإفراط في تناول السكر المعالَج.
وهناك حالات أجريت عليها أبحاث للوقوف علي الأسباب الحقيقية لمرض القلب، وكانت هذه الحالات تفرط في تناول السكر المكرر أيضا بالإضافة إلى الدهون المشبعة.
وأثبتت الدراسات أن النظام الغذائي الغني بالسكريات المعالَجة والمكررة، يسبب ارتفاعاً في نسبة الكوليسترول الضار، إضافة إلى الدهون الثلاثية منخفضة الكثافة (الضارة) LDL، وفي المقابل، ينخفض مستوى الدهون الجيدة مرتفعة الكثافة HDL، وكان هذا هو السبب الحقيقي لأمراض القلب والشرايين.
فضلاً عن ارتفاع مستوى هرمون الأنسولين في الدم نتيجة للارتفاع المتكرر في مستوى السكر، والذي يؤدي إلى ما يسمى ب "مقاومة الأنسولين".
وفي حالة "مقاومة الأنسولين"، تقل حساسية الخلايا للأنسولين الذي يضبط مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يسبب ارتفاعاً مستمراً في مستوى سكر الدم، فيخزنه الأنسولين على هيئة الدهون في الجسم وخاصة في منطقة البطن، مما يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والأوعية الدموية، السمنة، والسرطان.
أما الدهون المشبعة، التي توجد في اللحوم ومنتجات الألبان وبعض الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند، فقد وجد أن الإفراط فيها يزيد من مستوى الكوليسترول الضار منخفض الكثافة "LDL" ويزيد أيضا مستوى الكولسترول الحميد عالي الكثافة HDL، مما يقلل من تأثيرها السلبي على القلب والشرايين مقارنةً بالسكر.
وتكمن الخطورة الحقيقية في الدهون المتحولة، الناتجة من عملية الهدرجة، والتي تم التدخل الصناعي فيها لتصبح على الحالة الصلبة بدلا من حالتها الطبيعيه السائلة مثل السمن الصناعي، وبذلك تماثل السكر في تأثيرها على صحة الإنسان.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية من أجل الحفاظ على صحة القلب، بالإقلال من الدهون المشبعة، وتحث على تناول زيت الزيتون لما يتميز به من فوائد كثيرة وانه غني بالاحماض الدهنية الاحادية غير المشبعه (حمض الأوليك) وتتراوح نسبته من 55-83% و الدهون الصحية مثل الزيوت عديمة التشبع، الأحادية منها والمتعددة، والتي تتوافر في زيت بذر الكتان والمكسرات والأفوكادو، والأسماك الدهنية مثل الماكريل والسردين والسلمون، وذلك لغناها بالأحماض الدهنية الصحية "أوميجا 3 و6".
ومن كل ما سبق، توصي المنظمات الصحية بتناول نظام غذائي صحي متوازن، يحتوي على الدهون الصحية السابقة الذكر بنسبة 30% من نسبة السعرات الحرارية الكلية، على أن لا تزيد نسبة الدهون المشبعة فيها على 10% للأصحاء و7% أو أقل لأصحاب الأمراض المزمنة.
كذلك توصي المنظمات الدولية بتناول السكريات الصحية الطبيعية الموجودة في الفواكه والحليب، وتجنب السكر المضاف أو الإقلال منه بحيث لا يزيد على 10% من السعرات الحرارية الكلية، كذلك تجنب السكر المخبأ الموجود في الدقيق الأبيض والحلويات والأيس كريم ومنتجات السوبر ماركت.
الخلاصة
كلما كان غذاؤنا من الأرض والطبيعة وكلما ابتعدنا عن كل ما هو مصنع واعتدلنا في كميات الطعام، عشنا أصحاء.
زياده الاعتماد علي الاغذية المصنعه ومعالجه حرارية تزيد من أوميجا 6، وهي تضر بالجسم وتقلل المناعة، وتزيد الالتهابات والأمراض.
في المقابل، فإن أوميجا 3 المتوفر في الأسماك وزيت الزيتون والمكسرات، يساهم في زيادة المناعة وتقليل الالتهاب، ويجب الحصول على السكر من مصادره الطبيعية، والابتعاد عن السكر المكرر قدر الإمكان.
* خبير دولي في مجال زيت الزيتون