مناخ الزراعة يكشف أهمية الأحماض الأمينية في الحماية من ارتفاع الحرارة

اكد مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة أن فصل الصيف بدأ قبل موعده الفلكي بـ 40 يوما وهو ما سوف يكون له تأثيرًا كبيرًا على الزراعات القائمة.
أوضح أن الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة سوف يؤدي إلى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجيء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب زيادة البخر والنتح الفجائي وارتباك أكبر فى إفراز الهرمونات النباتية.
وقال الدكتور محمد فهيم، رئيس المركز: «إن ذلك سوف يزيد بالتبعية إفراز هرمون "الايثلين" وهو عبارة عن غاز يتكون نتيجه للتفاعلات البيولوجية فى النبات وينطلق فى الأنسجة النباتية وإذا تعرضت الأنسجة النباتية لهذا الهرمون فإنه يحدث تفاعلات معينه تؤدى إلى تغيرات فى النمو واستجابات فسيولوجية معينة فى النبات منها وأهمها التساقط غير الطبيعي للثمار».
تابع أنه أثناء فترات التقلبات المناخية وزيادة درجات الحرارة تقوم كثير من النباتات بوظائفها الحيوية في ساعات الصباح الباكر ويستغل ذلك فى إجراء كل العمليات الزراعية الضروية فى هذا التوقيت من رش وتسميد وري وخلافه.
أشار إلى أثناء هجوم الموجات شديدة الحرارة لابد أولاً من ضمان وجود رطوبة أرضية كافية لتعويض النبات عن البخر الذي يفقده نتيجة ارتفاع الحرارة المفاجيء بإجراء ريات سريعة قبل بدء الموجة الحارة مع قصر الفترة بين الريات على أن يكون الري في الصباح الباكر أو ليلاً والابتعاد تماماً على الري وقت الظهيرة أو اثناء النهار بصفة عامة.
لفت إلى انه قبل وبعد إنتهاء الموجة يتم الرش بمحفزات النمو والاحماض الامينية الحرة وخاصة الحمض برولين وهيدروكسي برولين والعناصر الصغرى وخاصة الحديد والمنجنيز والزنك مضاف لها سليكات البوتاسوم وماغنسيوم فوسفيت أو بوتاسيوم فوسفيت ويلي ذلك بحوالي 5 أيام إجراء رشة بالزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي والابتعاد تماما هذه الفترة عن الرش بالمبيدات الكيماوية الجهازية لانها تعمل علي استنزاف اكبر لطاقة النبات.
لفت لأهمية رش الثمار (فقط) بمحلول مخفف من الجير المطفي بمعدل 20جم/ لتر (2%) وخاصة للثمار المتواجدة فى جانب الشجرة القبلي والشرقي والغربي (المعرضة للشمس) ويمكن الرش بمحلول "بيورشات" المتكون من كربونات الكالسيوم أيضاً.
أشار لأهمية تركيز الأحماض الأمينية من العوامل الداخلية مع تركيز البوتاسيوم في الخلايا الحارسة ومستوي حامض الأبسيسيك ABA من العوامل المؤثرة علي عملية فتح وقفل الثغور، وعند تعرض النبات لآثار الحرارة العالية حيث يكون معدل الهدم في النبات أعلي من معدل البناء وهذا بدوره يسبب بطء التمثيل الغذائي داخل النبات وعند رش الاحماض الامينية وخاصة الجلوتاميك Glutamic acid يعمل ذلك كمعامل إتزان أسموزي في سيتوبلازم الخلايا الحارس ، وهذا أيضاً تحسن من عملية فتح وغلق الثغور النباتية.
أشار إلى أن الأحماض الأمينية تعمل علي زيادة مناعة النباتات وحيويتها لمقاومة التغيرات المناخية الحادة، و طالما أن الاحماض الامينية تعمل علي تخليب العناصر الغذائيه فذلك يساعد علي عدم تراكم تلك العناصر في صورتها المعقدة في التربة أو النبات ويرفع ذلك مستوي الاستفادة الغذائية من تلك العناصر حيث يسهل انتقالها داخل النبات.
أكد أنه لبعض الأحماض الأمينية دور هام في زيادة معدل الجذور وانتشارها خاصة الفالين والميثيوني، وبالتالي استمرار حركة المياه بين التربة والنبات فيبقي النبات في حالته الصحية، ولبعض الأحماض الامينية دور في عملية تخليق الهرمونات النباتية ولبعضها دور في عملية التلقيح والاخصاب ويؤثر بعضها في موعد نضج الثمار.
أما عند استخدام الاحماض الامينية فيراعي الحالة المرضية للنباتات بحيث يعالج المرض الفطري أو البكتيري أولا قبل رش الحمض الاميني حتي لا تحدث الاحماض الامينية تشجيع لنمو الفطريات والبكتيريا، وعدم خلط الأحماض الأمينية بالمركبات المحتوية علي الكالسيوم والكبريت والزيوت المعدنية، والرش عند بداية ظهور دورات النمو وبداية عقد الثمار وبعد الشتل لزيادة نمو الجذور، وأنه يفضل الرش في الصباح الباكر وليس فترة الظهيرة وليس بعد الغروب.