الجمعة 29 مارس 2024 مـ 10:51 صـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

هجرس: هذه توصياتي لإنقاذ أحد أهم قطاعات الأمن الغذائي المصري

قطاع تربية النحل يحتضر بسبب غلاء السكر

المهندس محمد هجرس أحد أكبر النحالين المصريين، أثناء استخراج الإطارات الشمعية من خلايا النحل لجمع العسل
المهندس محمد هجرس أحد أكبر النحالين المصريين، أثناء استخراج الإطارات الشمعية من خلايا النحل لجمع العسل

بات قطاع تربية النحل المصري، في أزمة كبيرة، بعد تجاوز اسعار السكر بالسوق المحلية أرقاماً ضخمة، ستكبد النحالين خسائر جمة، نتيجة عدم قدرة "المربي" على توفير السكر بهذا السعر المبالغ فيه.

ويعد هذا القطاع الحيوي المؤثر في الأمن الغذائي المصري، على مشارف التدمير الممنهج، وسيعاني بسببه المجتمع المصري ككل، وليس النحالين فحسب، الذي يتجاوز عددهم أكثر من 25 ألف أسره، أغلبهم من القري والريف، يعيشون ويعملون على رعاية هذا القطاع شديد الأهمية.

وتمتلك مصر مليون خلية نحل، كما انهما أكبر دول العالم في تصدير طرود النحل الحي، بإجمالي مليون و 250 الف طرد نحل سنويا، بقيمة 50 مليون دولار، يقوم القطاع بضخها كعملة صعبة للدولة المصرية.

وفي هذه الفترة من العام، تزامناً مع فصل الشتاء، وبعد أن يقوم النحالين بجمع العسل من الخلايا خلال الربيع والصيف، يعمل النحالين على تعويض النحل خلال فترة الشتاء بتغذية سكريه لتعويض النحل ومساعدته علي القيام بعمليات التمثيل الغذائي وتدفئة خلاياه خلال فترات البرد الشديد.

ولكن مع إرتفاع اسعار السكر في الاسواق الذي تجاوز سعر الكيلو 18 جنيه، أصبح أغلب النحالين غير قادرين على توفير السكر، مما يضطره إلى ترك الخلايا بدون تغذيه، حتي الموت جوعاً.

لماذا قطاع تربية النحل من أهم القطاعات في مصر :

من جانبه، كشف المهندس محمد هجرس، خبير تربية النحل، ان مصر تنتج 10 ملايين طن من القمح يقوم النحل عن طريق التلقيح بزيادة تتراوح بين 15 إلى 20 % من انتاج القمح بسبب النحل، موضحاً انه في حال موت النحل ستفقد مصر من انتاج القمح حوالي 2 مليون طن، الأمر الذي يكلف ميزانية الدوله توفير 800 مليون دولار تقريبا.

وأضاف - في تصريحات خاصة لموقع الأرض، ان مصر تعتبر أول دولة مصدره للموالح عالميا، بإجمالي 1.5 مليون طن موالح، يقوم النحل بزيادة الانتاج بنسبة من 20 إلى 30 % في الموالح، مضيفاً ان ذلك يعني أنه عند موت النحل بسبب نقص السكر في الشتاء، ستقل صادرات مصر من الموالح بحوالي 400 الف طن، بقيمة تقترب من 100 مليون دولار.

الحلول المطلوبه لإنقاذ قطاع النحل:

وحول الحلول، أكد محمد هجرس، ان مليون خلية نحل بمصر تستهلك حوالي 30 الف طن سكر، خلال فترة 6 أشهر، بداية من شهر اكتوبر حتى مارس، بحوالي 5 ألاف طن شهريا، لافتاً إلى ان هذه الكمية تمثل فقط 1 % من إنتاج مصر من السكر (حوالي 3 مليون طن سكر ).

وطالب "هجرس" بتوفير حصة من سكر التموين لأصحاب المناحل المرخصة من وزراة الزراعة، بعدد 5 كيلو شهريا لكل خلية، على ان يقوم النحالين باستلامهم من وزراة التموين، مؤكداً ان الحفاظ على هذه "النحلة" ستوفر ملايين الدولارات على خزينة الدولة.

حلول بعيدة المدي لإنقاذ قطاع النحل:

وأوصى خبير تربية النحل، بضرورة التوجية الحكومي بأهمية زراعة أشجار رحيقية من الـ 100 مليون شجرة الخاصة بمبادرة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي مثل أشجار الكافور بانواعها المختلفة وأشجار النبق والنيم والمورينجا بدلا من أشجار الزينة والزيتون الذي لايفيد النحل.

وأشار إلى أهمية تنفيذ الانتاج الحربي، وحدات لتصنيع تغذية النحل الجاهزه داخل مصانع السكر المملوكة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، على ان يتم بيعها وتسويقها للنحالين بأسعار مناسبه.

وأتم المهندس محمد هجرس، حديثه لموقع الارض، بضرورة تكاتف وتعاون جميع الجهات المعنية من أجل إنقاذ هذه حشرة النحل، لاهميتها في تأمين الغذاء للمصريين، فضلاً عن أهمية النحل في إنتاج الدواء، وتوفير عشرات الالاف من فرص العمل لابناء هذا القطاع، لافتاً إلى دور النحل في ضخ مئات الملايين من العملة الصعبة في خزينة الدولة.