الإثنين 6 مايو 2024 مـ 11:16 مـ 27 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

توسع إسرائيلى فى زراعة «الذهب الأخضر» وتجاهل مصرى

د. جمال عبدربه
د. جمال عبدربه

زراعة 100 ألف فدان "جوجوبا" بعد نجاح استخدامه في الطب ومستحضرات التجميل  

أستاذ بـ«زراعة الأزهر»: لتلبية الطلب المتزايد من الزيت المستخرج

أحمد عبيد

كشفت الدكتور جمال عبد ربه، أستاذ البساتين في كلية الزراعة جامعة الأزهر، عن توسع دولة إسرائيل فى زراعة 100 ألف فدان من نبات الجوجوبا المعروف بـ"الذهب الأخضر"، لتلبية الطلب العالمي المتزايد من الزيت المستخرج، والذى يصل، طبقاً لآخر إحصائيات، إلى 300 ألف طن سنوياً، ويستخدم فى مجالات طبية وصناعية وزراعية.

وأكد "عبد ربه"، فى تصريحات خاصة لـ"الأرض"، أن السوق العالمية واعدة أمام المنتجات المصرية، بعد استغلال الجهات البحثية منتجات النبات والتوصل إلى نتائج رائعة لاستخدام زيت الجوجوبا في مجال الطب والتجميل وإنتاج المبيدات الطبيعية، وغيرها من المجالات، وتسجيل وإنتاج ثلاثة أدوية وتسويقها منذ عام 2000  حتى الآن، مشيرا إلى أنه تم الحصول على براءات اختراع تسجيل مبيدات طبيعية من هذا الزيت، بالإضافة إلى استخدامه للمحركات والزيوت الصناعية وإنتاج الوقود الحيوي (سولار وبنزين) من خلال قسم الميكانيكا في هندسة المطرية.

أشار أستاذ البساتين في زراعة الأزهر إلى أن تاريخ دخول هذه الشجيرة إلى مصر يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما أدخلها الدكتور محمود هاشم البرقوقي، مؤسس قسم البساتين وعميد زراعة الأزهر الأسبق، والذي أحضر البذور، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، من الولايات المتحدة الأمريكية، وينمو هذا النبات برياً فى ولايات الغرب الأمريكى، مثل صحراء أريزونا وأوكلاهاما ونيومكسيكو، وكان الهنود الحمر يستخدمون الزيت الناتج عن عصر بذوره فى دهان أجسادهم للوقاية من وعلاج الأمراض الجلدية.

وأضاف "عبد ربه"، أنه تم زراعة النبات في مزرعة القسم بكلية الزراعة بمدينة نصر، وتسجيل أول رسالة ماجستير في القسم منتصف الثمانينيات، وبعدها دكتوراه عن طرق إكثار هذا النبات، حتى تبنى أحد رجال الأعمال زراعة هذا النبات في المناطق الصحراوية، ونتيجة نجاح زراعته وإنتاجه تم إنشاء مصنع لاستخراج الزيت "الشمع السائل" من بذوره، والذى يباع إما كزيت خام أو في صورة منتجات مصنعة، مثل مستحضرات التجميل أو استخدامه فى إنتاج أدوية علاجية أو فى صناعة المبيدات الحيوية أو إنتاج الوقود الحيوي.

أكد "عبد ربه" أن إنتاجية الفدان من الجوجوبا تصل إلى 300 كيلو جرام من البذور في أول العمر الإثمارى، ويباع كيلو البذور بسعر يتراوح من 30 إلى 60 جنيهاً، حسب جودة الصنف، ويستمر الفدان في الزيادة السنوية للمحصول الناتج حتى يصل  عمر ثماني سنوات وينتج الفدان حوالي 1.5 طن، تشبه الفول السوداني وتحتوى على 50% من وزنها زيت تنتج عند عصرها حوالي 750 كيلو زيت ذي تركيبة فريدة يصنف كيميائياً كشمع سائل وليس كزيت.

وأضاف "عبد ربه" أنه يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل وزيت للمحركات فائقة السرعة، ويباع فى السوق المحلية بسعر 150 جنيهاً للكيلو، كما أن باقي عصر البذور يمثل50% من وزن البذور، ويمكن أن تكون له استخدامات عديدة في صناعة الأعلاف، حيث يحتوى على بروتين بنسبة تتجاوز الـ30% ويمكن استخدامه كبديل لبروتين فول الصويا، خاصة بعد الدراسات التى أجريت على إمكانية استخلاص مادة السيموندسين التى تسبب فقدان الشهية للحيوانات، علاوة على إمكانية الاستفادة العكسية من تلك المادة فى إنقاص الوزن، لمن يريدون إنقاص وزنهم، بالإضافة إلى باقي منتجات النبات التي يمكن أن يكون لها استخدامات عديدة، مثل قشر البذور وأوراق النبات التى تم استخراج مواد مضادة للخلايا السرطانية منها، وفى هذا الإطار تعتبر مصر أنسب دول العالم لزراعة هذا النبات، لملائمة الظروف المناخية بها، واحتياجاته البيئية، فضلا عن رخص وقلة تكاليف الأيدى العاملة، وهي الأقل على مستوى دول العالم، مما يوفر لمصر ميزة نسبية كبيرة في زراعته واستغلال منتجاته صناعياً.

وأوضح أستاذ البساتين في زراعة الأزهر، أن زراعة مليون فدان توفر فرص عمل لقرابة 200 ألف شاب، على اعتبار خمسة أفدنة لكل شاب مع عائد بيع للمحصول الناتج من كل خمسة أفدنة يساوى ثلاثة أطنان من البذور على الأقل، بمتوسط سعر للطن على أقل تقدير ثلاثين ألف جنيه، ما يعادل 90000 جنيه فى السنة، وأنه لو تم ضرب هذا الرقم فى صورة زيت ستتضاعف إلى أكثر من أربعة أضعاف والأرقام ستصبح بالمليارات، ما يساهم فى حل مشاكل البطالة، وإمكانية الفائض من الإنتاج فى تحويل الزيت إلى وقود حيوي والذى يستخدمه الغرب لمحركات الطائرات النفاثة والصواريخ نظراً لثباته وتحمله الحرارة العالية حتى 390 درجة مئوية.