الأرض
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 مـ 03:09 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

استقرار الأحوال الجوية يرفع جودة المحاصيل الشتوية

تشهد استقرار الأحوال الجوية في مصر خلال الفترة من 16 حتى 26 ديسمبر 2025 حالة نادرة من الهدوء النسبي في الطقس، ما يمثل نافذة زمنية مهمة أمام المزارعين لتعظيم الإنتاج الزراعي وتقليل الفاقد، وفق تأكيدات الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ.

وأوضح فهيم أن هذه الفترة تمتد لنحو عشرة أيام متتالية من الطقس المستقر، وهي مدة كافية لتنفيذ العمليات الزراعية الأساسية بدقة وكفاءة عالية، خاصة في ظل تراجع التقلبات الجوية التي عادة ما تعيق انتظام العمل بالحقول.

استقرار الأحوال الجوية يدعم العمليات الزراعية

وأشار رئيس مركز معلومات تغير المناخ إلى أن درجات الحرارة ستكون معتدلة نهارًا، حيث تتراوح بين 23 و25 درجة مئوية، بينما تنخفض ليلًا وفي ساعات الصباح الباكر لتسجل ما بين 8 و10 درجات مئوية، بالتزامن مع الدخول الرسمي لفصل الشتاء في 21 ديسمبر، على أن تشهد نهاية الفترة ارتفاعًا طفيفًا في الحرارة الليلية لتصل إلى 12–14 درجة.

وأكد أن فرص سقوط الأمطار خلال هذه الأيام ضعيفة للغاية وتكاد تكون منعدمة على معظم أنحاء الجمهورية، مع نشاط محدود للرياح وتغير اتجاهاتها بين الشمالية والغربية والجنوبية الغربية، إلى جانب استمرار تكون الشبورة المائية صباحًا على مناطق الوجه البحري والظهير الصحراوي للدلتا وسيناء.

وفيما يخص المحاصيل الحقلية، أوضح فهيم أن هذه الأجواء تمثل بيئة مثالية لتشجيع التفريع في القمح والفول البلدي، مشددًا على أهمية عدم تأخير رية التشتية، مع دعم الفول بعناصر الفسفور وتنفيذ الرشات الوقائية للحد من التبقعات وأعفان الجذور.

أما محاصيل البطاطس الشتوي والبنجر والبصل المقور، فأكد أنها تمر بمرحلة تحجيم طبيعية ممتازة، مشيرًا إلى أن التركيز على التسميد البوتاسي خلال هذه الفترة ينعكس مباشرة على زيادة الإنتاج وجودة المحصول.

ولفت إلى أن محاصيل البرتقال والفراولة والطماطم تدخل مرحلة مناسبة للتحجيم والتلوين الطبيعي، ويمكن دعمها بأسيتات البوتاسيوم بالتبادل مع الكالسيوم بورون، بينما قد تشهد الحبوب العطرية مثل الكمون واليانسون والكراوية والشمر بطئًا نسبيًا في النمو، ما يستوجب إزالة الحشائش أولًا بأول ودعمها بالفسفور.

كما حذر من ظهور أعراض نقص الفسفور في مشاتل البصل والثوم المتأخرة، مؤكدًا ضرورة ضبط معدلات الري والتغذية، والانتهاء من الوش الأول للبرسيم والاستعداد للوش الثاني بدعم فوسفاتي متوازن.

وعلى صعيد الصحة النباتية، شدد فهيم على أهمية المتابعة الدقيقة للأمراض خلال هذه الفترة، وعلى رأسها العفن الرمادي في الفراولة والبصل، والتبقع العادي في الفراولة، والندوة المبكرة في الطماطم والفلفل داخل الصوب، واللفحة المتأخرة في البطاطس الشتوي، إضافة إلى الاستيمفيليوم واللفحة الأرجوانية في الثوم والبصل، والعفن الأبيض في الفاصوليا.

وأشار إلى أن انخفاض درجات الحرارة ليلًا سيسهم في تقليل حدة الإصابة بالبياض الدقيقي في الطماطم والفراولة مقارنة بالفترات السابقة.

كما أوضح أن طماطم الصعيد قد تعاني من ضعف نسبي في التحجيم والتلوين، ما يستلزم دعمها بمركبات البوتاسيوم مع جرعات منخفضة من البورون، في حين يحتاج قصب السكر إلى إضافة منقوع سوبر فوسفات مع الري لتجنب اصفرار أطراف الأوراق.

وفيما يتعلق بالأشجار المثمرة، أكد ضرورة الانتهاء المبكر من أعمال الخدمة الشتوية للمانجو وباقي الفاكهة، مع التركيز على عناصر الزنك والمنجنيز، والانتهاء الكامل من تقليم الزيتون، محذرًا في الوقت نفسه من التسرع في استخدام كاسرات السكون للعنب تحسبًا لموجات برودة متأخرة.

واختتم فهيم تصريحاته بالتأكيد على أن الإدارة الجيدة لهذه الفترة من استقرار الأحوال الجوية تنعكس بشكل مباشر على زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وتقليل الخسائر، مشددًا على أن حسن التنفيذ الزراعي خلال الأيام المقبلة لا يقل أهمية عن حجم المساحات المزروعة نفسها.