الأرض
السبت 1 نوفمبر 2025 مـ 01:44 صـ 9 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

التنوع النباتي.. درع مصر الأخضر في مواجهة التغير المناخي

التنوع النباتي فى مصر
التنوع النباتي فى مصر

أكدت الدكتورة ناهد نور الدين، رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة، مركز بحوث الصحراء أن إنشاء قواعد معلوماتية دقيقة حول التنوع النباتي في البيئات الصحراوية يمثل خطوة أساسية لحماية الموارد الطبيعية وصون الثروة النباتية في مواجهة التغيرات المناخية المتسارعة.

وأوضحت أن عملية بناء هذه القواعد تبدأ بتجميع الأنواع النباتية من خلال متخصصين في علم النبات، حيث يتم تعريف الأنواع وتكويدها وتصويرها وإنشاء عينات معشبية موثقة تضم جميع البيانات الخاصة بموقع التجميع، واسم المجمع والمُعرِّف، مع عمل رمز استجابة سريع (QR Code) لكل عينة. كما تُجرى الدراسات البيئية والفسيولوجية لتكوين قاعدة بيانات متكاملة تعكس واقع الغطاء النباتي الطبيعي في البيئات الصحراوية المصرية.

وأضافت أن الكساء الخضري وتنوعه في البيئات المختلفة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعوامل التربة من حيث تركيبها الكيميائي والفيزيائي، وكذلك بالعوامل المناخية كدرجات الحرارة والأمطار والرياح. وتُظهر هذه العوامل مدى انتشار التنوع النباتي في المناطق الجافة وشبه الجافة، مما يجعل فهمها ضرورة أساسية عند دراسة العلاقة بين صون الموارد الطبيعية والتغيرات المناخية.

ونوهت إلى أن التغير المناخي يلعب دورًا محوريًا في التأثير على عملية تجميع البذور للأنواع النباتية النامية طبيعيًا، إذ تؤدي موجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة إلى تغيّر في شكل الغطاء النباتي وكثافته وتوزيعه، بل واختفاء بعض الأنواع. كما يتسبب في تأخر مواسم إنتاج البذور، وانخفاض خصوبتها، وصغر حجمها، مما يؤثر على معدلات الإنبات والنمو الطبيعي للنباتات.

وأشارت إلى أن عمليات توثيق الأنواع النباتية في الصحارى المصرية تتطلب متابعة مستمرة عبر سنوات طويلة لإجراء اختبارات حيوية للبذور، وإنشاء بنوك البذور والحدائق النباتية التي تحفظ التنوع الوراثي للأجيال القادمة. مؤكدة أن تحديث البيانات بشكل دوري ضرورة علمية لا غنى عنها في ظل التغيرات المناخية المتزايدة.

وشددت على أن المعشبات النباتية تعد مؤسسات علمية وبحثية محورية تدعم المعرفة النباتية وتوثق الهوية الوراثية للأنواع، وهي بمثابة مرجع علمي معتمد في مجال التصنيف النباتي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. وتُستخدم العينات المحفوظة في الدراسات الأكاديمية والبحثية بما يعزز جهود التنمية المستدامة والأمن البيئي.

وأضافت الدكتورة ناهد أن هذه المعشبات تمثل رصيدًا وطنيًا هامًا، حيث تُحفظ فيها العينات النباتية المجمعة من الصحارى المصرية مع بياناتها العلمية الدقيقة، ويُتاح استخدامها للباحثين وطلاب الجامعات، ما يسهم في رفع الوعي البيئي والعلمي بأهمية حماية النباتات الصحراوية.

وقالت إن العمل الجاري بشعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء يأتي استكمالًا لجهود تمتد لأكثر من ثلاثة عقود من البحث الميداني والتوثيق العلمي، نفذها خبراء مصريون بارزون، بهدف إنشاء سجل شامل لحفظ التراث النباتي المصري ودراسة النباتات النامية طبيعيًا بما يتماشى مع إستراتيجية الزراعة 2050، وإستراتيجية مركز بحوث الصحراء في مكافحة التصحر وتنفيذ خطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي واتفاقية تغير المناخ.