ثورة زراعية في سورينام.. بذور مقاومة وصوب من رقائق الألومنيوم لمستقبل أكثر استدامة
 
		رغم التضخم وارتفاع تكاليف الشحن والاعتماد الكبير على الواردات، يثبت المزارع كيوال رادج أن الابتكار قادر على كسر حدود الواقع الزراعي في سورينام. فقد نجح مشروعه Radj Garden Plantnursery في بناء نموذج إنتاجي متطور لمكافحة الأمراض الزراعية في المناخات الاستوائية، بالاعتماد على بذور مقاومة وتقنيات متقدمة تشمل صوب من رقائق الألومنيوم تتيح بيئة نمو محمية ومراقبة بدقة.
إنتاج محلي بجودة عالمية
تقدم شركة Plantnursery تشكيلة واسعة من النباتات تشمل الباك تشوي، والفلفل، والطماطم، والبابايا، والخس، وغيرها من الخضراوات الطازجة. ويعتمد كيوال على بذور معتمدة من موردين دوليين في هولندا وإيطاليا والهند واليابان لضمان معدلات إنبات مرتفعة تصل إلى 95%.
ويقول: "المقاومة هي الأساس، لأنها تقلل من الحاجة إلى المبيدات والأسمدة في بيئة استوائية قاسية، وتحافظ على جودة الإنتاج."
خبرة تقنية وإنتاج واسع النطاق
تدار عمليات الإكثار باستخدام آلة قادرة على ملء 420 صينية بذور في الساعة، مما يتيح إنتاج ما يقرب من 50 ألف نبتة يوميا عند الطلب. ويصل عدد النباتات قيد الإنتاج أحيانا إلى 1.2 مليون نبتة في مراحل مختلفة من النمو، تستغرق بين ثلاثة وستة أسابيع بحسب النوع.
ويوضح كيوال أن هدفه ليس فقط توفير الشتلات، بل نقل المعرفة للمزارعين، إذ يتلقى استفسارات يومية من عملاء في سورينام وجويانا الفرنسية، ويقدم الدعم الفني عبر الصور والتواصل المباشر.
تحديات بنيوية تقيد إمكانات التصدير
رغم النجاح، تواجه الزراعة في سورينام صعوبات هيكلية، إذ تراجعت الصادرات من 42 ألف طن سنويا من الفاكهة والخضراوات إلى نحو 1,300 طن فقط حاليا، بسبب ارتفاع تكلفة الشحن التي تتجاوز 3 يورو للكيلوجرام الواحد.
ويشير كيوال إلى أن الدولة تعتمد على الواردات في البذور والركائز، ما يجعل الإنتاج عرضة للنقص والتقلبات السعرية، مضيفا أن السياسات الزراعية لا تواكب احتياجات القطاع: "الحكومة لا تولي الزراعة الاهتمام الكافي. لا يمكننا الاعتماد على مواد غير مستقرة في الجودة، لذا أبحث دائما عن بدائل."
من الزراعة التقليدية إلى بيئة محمية حديثة
تمارس غالبية الزراعة في سورينام في الهواء الطلق، ما يجعلها عرضة للأمراض والآفات، خصوصا في المناخ الحار والرطب. لذلك، يخطط كيوال لإنشاء مجمع صوب حديثة بمساحة 3000 متر مربع مجهزة بنظام تهوية وتبريد مائي.
ويؤكد: "الصوب تمنع نصف الأمراض على الأقل. هذا هو المستقبل الحقيقي للزراعة هنا." كما ينوي افتتاح متجر تجزئة لبيع النباتات مباشرة للمستهلكين، وتوسيع نشاطه ليشمل الأشجار المثمرة والنباتات العطرية.
جيل جديد من الابتكار الزراعي
يعلم كيوال ابنه البالغ من العمر 13 عاما فلسفة التحديث الدائم، مؤمنا بأن الزراعة في بلاده تحتاج إلى روح جديدة قائمة على التجريب والمرونة.
ويقول: "بلدنا تأخر 50 عاما. إذا لم نبدأ التحديث الآن، فسنبقى متأخرين 50 عاما أخرى. الابتكار ليس خيارا، بل ضرورة."


.jpg)




















 
		 
		 
		 
		 
		 
		

 
		 
		 
		

 
		 
		 
		