التظليل الجزئي يقلل نفقات الزراعة ويزيد الإنتاج

كشف الدكتور محمد عبدربه، مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، عن نتائج تجربة بحثية متميزة تعود إلى أكثر من 25 عاماً، تناولت تطبيق نظام "التظليل الجزئي" داخل الصوب الزراعية كأحد الحلول العملية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الإشعاع الشمسي دون الإضرار بالنباتات.
وأوضح عبدربه أن الفكرة الجوهرية للتجربة تعتمد على تغطية سقف الصوبة فقط بشبك التظليل، مع ترك الجوانب مفتوحة تماماً، ما يتيح للنباتات الاستفادة الكاملة من أشعة الشمس خلال فترتي الصباح والعصر، ويقلل في الوقت نفسه من حدة الأشعة المباشرة خلال فترة الظهيرة.
خفض التكاليف وتحسين جودة النمو
وأشار إلى أن هذه التقنية ساهمت بشكل مباشر في خفض تكلفة التغطية بنسبة تصل إلى 50%، حيث يمكن استخدام كمية واحدة من شبك التظليل لتغطية صوبتين بدلاً من صوبة واحدة عند الاعتماد على التغطية الكاملة.
وأضاف أن التظليل الجزئي ساعد في تفادي المشكلات التقليدية المرتبطة بالتغطية الكاملة، مثل تراكم الأتربة على الشبك، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى ضعف نفاذية الضوء وتراجع جودة نمو النباتات نتيجة قلة تعرضها للإشعاع الشمسي.
أهمية الصيانة الدورية لشبك التظليل
وشدد عبدربه على ضرورة غسل شبك التظليل بشكل دوري، خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء، بهدف الحفاظ على كفاءته في تمرير أشعة الشمس، وضمان استمرار النمو الطبيعي للمحاصيل.
وأشار إلى أن إهمال هذه الخطوة قد يحوّل الشبك إلى ما يشبه مظلة قاتمة، تعيق مرور الضوء، وتؤثر سلباً على إنتاجية المحاصيل.
نتائج واعدة مع الفواكه والمحاصيل الموسمية
وأكد أن نتائج التجربة كانت مبشّرة للغاية عند تطبيق نظام التظليل الجزئي على محاصيل الفاكهة مثل المانجو والبرتقال واليوسفي، وكذلك في زراعة العديد من المحاصيل الصيفية والشتوية، لافتاً إلى أن عدداً من الأبحاث التطبيقية نُشرت بالفعل لتوثيق نتائج التجربة وتسليط الضوء على أبرز مزاياها وتحدياتها.
الزراعة المحمية والتكيف مع التغيرات المناخية
واختتم مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي، بالتأكيد على أن الزراعة المحمية تمثل ركيزة أساسية في استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية، داعياً إلى ضرورة تعزيز البحوث التطبيقية التي تقدم حلولاً عملية للمزارعين، بما يسهم في حماية الإنتاج الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي للمجتمع المصري في ظل التحديات المناخية المتزايدة.