أسرار نجاح زراعة الشعير في أكتوبر

كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن أهم الإرشادات الزراعية التي يجب على مزارعي الشعير في الأراضي الجديدة الالتزام بها خلال شهر أكتوبر، لضمان أفضل إنتاجية في ظل التحديات البيئية والمناخية.
الشعير: المحصول الذهبي للأراضي الهامشية
يمثل الشعير أحد أهم المحاصيل التي يمكن الاعتماد عليها في الأراضي الفقيرة، حيث يتميز بقدرته على التكيف مع ظروف الملوحة العالية، ونقص المياه، والتربة غير الخصبة، ما يجعله الخيار الأمثل للمناطق الجافة وشبه الجافة.
كما يتحمل الشعير انخفاض درجات الحرارة ومياه الري ذات الملوحة المرتفعة، وحتى المياه المعالجة من الصرف الزراعي أو الصحي.
مقاوم طبيعي للحشائش.. ومحسّن للتربة
يعد الشعير من المحاصيل التي تنافس الحشائش بقوة، مما يقلل من استخدام المبيدات ويُسهم في تحسين خواص التربة، خاصة خلال مراحل الاستصلاح الأولى. ويمكن زراعته باستخدام كميات مياه محدودة وأسمدة معدنية أقل مقارنة بالمحاصيل التقليدية، وهو ما يعزز جدواه الاقتصادية والزراعية.
خطوات زراعة الشعير.. من الصنف إلى الحصاد
أولًا: اختيار الصنف المناسب
اختيار الصنف يُعد من أهم عوامل نجاح الزراعة. ويجب أن يتم وفقًا لطبيعة المنطقة من حيث نوع التربة، درجات الحرارة، الملوحة، طريقة الري، وموعد الزراعة. وتتوفر أصناف متعددة من الشعير تناسب هذه الظروف:
للأراضي الجديدة والمروية:
شعير مغطى: جيزة 123، 127، 128، 133، 134، 124
شعير عارٍ: جيزة 129، 135، 136
للأراضي المطرية:
شعير مغطى: جيزة 125، 126، 132، 2000
شعير عارٍ: جيزة 130، 131
ثانيًا: خدمة الأرض
تختلف طريقة إعداد الأرض حسب نوع التربة وطريقة الري. فعلى سبيل المثال، في الأراضي المطرية يجب الحرص على حرث الأرض لأعماق تناسب كمية الأمطار، بينما في الأراضي المالحة يُفضل تجنب المحاريث القلابة التي ترفع الملوحة للسطح. كما تساعد خدمة الأرض الجيدة في تقليل الحشائش وتحسين التهوية وتقليل أضرار الآفات.
ثالثًا: التسميد الفوسفاتي
توصي الوزارة بإضافة 100 كجم سوبر فوسفات أحادي للفدان في الأراضي المروية، و150 إلى 200 كجم للفدان في الأراضي الجديدة، لتحسين خصوبة التربة وزيادة كفاءة امتصاص العناصر الغذائية.
ميعاد الزراعة.. التوازن سر النجاح
الزراعة المبكرة أو المتأخرة قد تؤثر سلبًا على المحصول:
أضرار الزراعة المبكرة: ضعف التفريع، قصر النبات، موت حبوب اللقاح، زيادة الأمراض.
أضرار الزراعة المتأخرة: قصر النمو الخضري، تأثير الرياح، تأخر ري التشتية، الإصابة بالحشرات.
المواعيد المثالية للزراعة:
جنوب الوادي: من 1 إلى 15 نوفمبر
شمال الدلتا: من 25 نوفمبر إلى 15 ديسمبر
الأراضي المطرية: مع أول أمطار في نوفمبر، غالبًا بعد نوة المكنسة (17 نوفمبر).
طرق الزراعة.. لكل أرض طريقتها
تتنوع طرق زراعة الشعير بحسب طبيعة الأرض وطريقة الري. ومن أبرز الطرق:
عفير تسطير (أفضلها): زراعة بذرة جافة في أرض جافة باستخدام سطارات آلية.
عفير بدار: توزيع البذور يدويًا ثم حرث التربة.
عفير بالجورة: زراعة في نقاط محددة.
حراتي: بذرة جافة في أرض رطبة.
وتُفضل طريقة "عفير تسطير" لأنها تحقق توزيعًا منتظمًا للبذور، وتقلل من كمية التقاوي والتكاليف.
التقاوي.. المعدل المناسب لضمان الكفاءة
يعتمد معدل التقاوي على طريقة الزراعة ونوع التربة:
الأراضي المطرية: 20-30 كجم/فدان
الأراضي المروية (تسطير): 40 كجم/فدان
الزراعة بدار: 50 كجم/فدان
الأراضي مرتفعة الملوحة أو الزراعة الحراتي: حتى 60 كجم/فدان
الشعير في مقدمة محاصيل المستقبل
مع تزايد تحديات شح المياه وتغير المناخ، يبرز الشعير كمحصول استراتيجي للأراضي الصحراوية والمستصلحة حديثًا، نظرًا لقدراته على التكيف وتحسين التربة، وتوفيره لمحصول اقتصادي بمجهود أقل نسبيًا.
توصيات وزارة الزراعة ليست فقط إرشادات، بل خارطة طريق نحو استغلال أمثل لمواردنا الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي في المستقبل القريب.