الأرض
الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 مـ 01:25 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تحذيرات زراعية من انهيار شامل في التربة

حذر المهندس الزراعي معاوية إبراهيم، من تفاقم أزمة تدهور خصوبة التربة الزراعية في العديد من المناطق، مشيرًا إلى أن خصوبة التربة ليست صفة ثابتة، بل ميزة مكتسبة يمكن أن تتراجع أو تنهار بفعل عدة ممارسات زراعية خاطئة، وعلى رأسها الاستغلال المستمر للتربة دون تعويض العناصر الغذائية المفقودة.

وأكد إبراهيم أن الحفاظ على خصوبة التربة يتطلب إدارة رشيدة ومستمرة، من خلال إضافة الأسمدة الكيميائية أو العضوية، واعتماد دورات زراعية مناسبة، وتجنب استخدام ممارسات زراعية تؤدي إلى تدمير بنية التربة.

استنزاف التربة دون تسميد... أولى خطوات الانهيار

من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى انهيار خصوبة التربة هو الزراعة المستمرة لفترات طويلة دون إضافة كميات كافية من الأسمدة التي تعوّض العناصر الغذائية التي تمتصها النباتات من التربة.

وأشار إبراهيم إلى أن الأتربة الرملية والخفيفة أكثر عرضة لفقدان خصوبتها مقارنة بالتربة الطينية الغنية، بسبب قلة احتوائها على المواد العضوية والمدخرات الغذائية.

حرث الأرض العشوائي... هدم لبنية التربة

وأوضح أن عملية الحرث العشوائي وغير المدروس، خصوصًا العميق منها، تسهم بشكل مباشر في تفكك التربة وهدم بنيتها العضوية. فالحرث يعمل على تفتيت التربة وتسريع تحلل المواد الدبالية (العضوية)، ما يؤدي إلى ضعف التربة السطحية وجعلها عرضة للتعرية سواء بفعل الرياح أو مياه الأمطار.

كما أن الحرث العميق يكشف عن طبقات داخلية فقيرة بيولوجيًا وصخرية أو مالحة، ما يؤدي إلى طمر الطبقة السطحية الخصبة التي تحتوي على النشاط البيولوجي والعناصر الغذائية المهمة لنمو النبات، وبالتالي يؤدي إلى هبوط سريع في مستوى الخصوبة.

المياه المالحة... خطر غير مرئي يهدد الزراعة

أضاف المهندس الزراعي أن استخدام المياه المالحة في ري الأراضي، خاصة الأراضي الطينية، يؤدي إلى تدهور بنية التربة ويجعلها غير قابلة للنفاذ أو التهوية، وهو ما يعيق جذور النباتات عن الامتداد والتغذية السليمة، ويضعف من إنتاجية الأرض على المدى البعيد.

غياب الدورة الزراعية... عامل آخر يُسرّع الانهيار

واعتبر إبراهيم أن إهمال اتباع دورة زراعية متوازنة ومبنية على أسس علمية يمثل عاملاً رئيسيًا في انهيار خصوبة التربة، حيث يساعد التنوع الزراعي على استعادة التربة لعناصرها الغذائية ويمنع استنزافها لصالح نوع واحد من المحاصيل الموسمية.

الزراعة بين التحدي والفرصة... ما الحل؟

مع تصاعد التحذيرات من انهيار خصوبة التربة، تتزايد الحاجة إلى تطبيق سياسات زراعية مستدامة ترتكز على:

استخدام أساليب ري حديثة.

إعادة تأهيل التربة بالأحماض العضوية والأسمدة الحيوية.

تدريب الفلاحين على إدارة التربة السليمة.

سنّ قوانين تمنع الممارسات الزراعية الضارة.

يُعد الحفاظ على خصوبة التربة أساسًا لضمان الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية ونمو السكان المستمر، مما يحتم على الجهات المعنية العمل بسرعة على وضع استراتيجية وطنية لإدارة التربة وإنقاذ الرقعة الزراعية.