الأرض
الأحد 7 سبتمبر 2025 مـ 02:25 صـ 13 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خطوات زراعة الحمص من البذور حتى الحصاد

الحمص لم يعد مجرد محصول غذائي تقليدي، بل أصبح اليوم خيارًا استراتيجيًا في الزراعة الحديثة، بفضل قدرته العالية على تثبيت النيتروجين في التربة، وتحمله للجفاف، وانخفاض استهلاكه للمياه، فضلًا عن تنوع استخداماته ما بين الغذاء البشري، وتغذية الحيوانات، واستخدامه كسماد أخضر يُحسّن خواص التربة.

أهمية التوقيت ودقة الإدارة في نجاح زراعة الحمص

تُعد دقة توقيت الزراعة من أهم عوامل نجاح المحصول. تبدأ رحلة الحمص من زراعة في تربة دافئة، مرورًا بالحفاظ على مستويات رطوبة مناسبة، خاصة خلال مرحلة امتلاء القرون، وصولًا إلى حصادها في الوقت المناسب قبل أن تصبح هشة وقابلة للكسر.

في ظل التغيرات المناخية والتطور التكنولوجي، أصبحت الزراعة الدقيقة أداة فعالة لمزارعي الحمص؛ حيث تُستخدم بيانات الأقمار الصناعية والتوقعات الجوية والتحليلات المتقدمة لضبط مواعيد الزراعة والري، مما يرفع كفاءة الإنتاج ويحسّن جودة المحصول.

صنفا الحمص الرئيسيان وخصائص كل منهما

يعتمد الإنتاج التجاري عالميًا على صنفين أساسيين، هما:

الحمص الديسي: حبوبه صغيرة وداكنة اللون، ويتحمل الجفاف بدرجة عالية، ويُزرع بكثرة في الشرق الأوسط والهند.

الحمص الكابولي (Garbanzo Beans): حبوبه أكبر حجمًا ولونها كريمي، وله قيمة سوقية أعلى، ويُفضل المناخ المعتدل والمناطق ذات التربة الجيدة التصريف.

اختيار الصنف الأنسب يعتمد على المناخ المحلي وظروف السوق، ما يجعل المعرفة الدقيقة بخصائص كل نوع أمرًا حاسمًا لنجاح الزراعة.

المناخ والتربة المثاليان لزراعة الحمص

ينمو الحمص بشكل مثالي في المناخ المتوسطي وشبه الجاف، مع تفضيله لدرجات حرارة معتدلة تتراوح بين 21 و27 درجة مئوية، و6 ساعات على الأقل من ضوء الشمس المباشر يوميًا.

أفضل تربة له هي الطينية الرملية جيدة التهوية والتصريف، بدرجة حموضة محايدة إلى قلوية قليلاً (6.0–7.5). وتعد إضافة السماد العضوي أو الكمبوست من أفضل الممارسات الزراعية التي تعزز صحة النبات وجودة الإنتاج.

المياه والري: الحمص يتفوق في تحمل الجفاف

يمتاز الحمص بجذور وتدية عميقة تساعده على الوصول إلى المياه في أعماق التربة، ما يجعله من المحاصيل القليلة القادرة على النمو في ظروف الري المحدود. ومع ذلك، فإن مرحلة التزهير وامتلاء القرون تتطلب كميات كافية من المياه.

يحتاج المحصول بين 152–254 ملم من المياه خلال موسم النمو، ويُعد الري بالتنقيط الأنسب لتقليل الهدر وتحقيق أفضل استفادة.

طرق الزراعة ومواعيد الغرس

الزراعة المباشرة: تُزرع البذور مباشرة على عمق 2.5–5 سم، في تربة دافئة لا تقل حرارتها عن 7 درجات مئوية.

الشتل: تتم زراعة البذور في صوانٍ ثم تنقل للحقول، وهي طريقة مفيدة في المناطق ذات المناخ القاسي.

يُنصح بترك مسافات مناسبة بين النباتات لضمان التهوية الجيدة وتقليل انتشار الأمراض.

الإدارة الفنية للمحصول: التسميد والمكافحة

التسميد

يعتمد الحمص على تثبيت النيتروجين بنسبة تصل إلى 80%.

يحتاج إلى الفوسفور لتحسين نمو الجذور، والبوتاسيوم لزيادة مقاومة الجفاف.

الآفات والأمراض:

المن: يسبب اصفرار الأوراق ويُكافح بزيت النيم أو الصابون الحشري.

عفن الجذور: يتسبب في ذبول النباتات، ويُقاوم بتحسين الصرف واستخدام أصناف مقاومة.

التربس: يسبب تشوهات في القرون ويُكافح بالمبيدات أو المصائد اللاصقة الزرقاء.

كما تُعد الدورة الزراعية مع محاصيل الحبوب مثل القمح أو الشعير وسيلة فعالة للحد من الأمراض وتحسين خصوبة التربة.

مدة نمو الحمص وموعد الحصاد

تتراوح دورة حياة الحمص بين 90 و120 يومًا:

الحمص الديسي: ينضج خلال 90–100 يوم.

الحمص الكابولي: يحتاج إلى 110–120 يومًا.

يتم الحصاد عندما تجف القرون وتصل نسبة الرطوبة إلى 13–14%، باستخدام الحصادات أو يدويًا بحسب الإمكانيات.

التخزين السليم يحافظ على جودة الحمص

بعد الحصاد، تُخزن الحبوب في بيئة باردة (0–10 درجات مئوية) ورطوبة منخفضة للحفاظ على جودتها. التخزين السليم يحمي الحبوب من التلف ويزيد من قيمتها التسويقية.

خلاصة

يمثل الحمص خيارًا زراعيًا ذكيًا في ظل ندرة المياه والتغيرات المناخية، لما يتميز به من قدرة عالية على تثبيت النيتروجين، وتحمل الجفاف، وتعدد الاستخدامات. ومع استخدام تقنيات الزراعة الدقيقة، يصبح الحمص فرصة واعدة لتحقيق زراعة مستدامة وربحية مرتفعة للمزارعين.