الأرض
الإثنين 6 أكتوبر 2025 مـ 01:27 مـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

فوائد زراعة القمح على المصاطب للمزارعين والمستهلكين

أكد الدكتور خالد جاد، وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن مصر بدأت تنفيذ برنامج وطني متطور لتربية أصناف جديدة من القمح مقاومة للأمراض، بدعم من منظمات دولية مرموقة، في خطوة استراتيجية لدعم الأمن الغذائي ومواجهة التحديات المناخية والبيئية.

تعاون دولي لتطوير أصناف قمح مقاومة

أوضح الدكتور جاد أن البرنامج يتم تنفيذه بدعم وتعاون مع منظمات دولية كبرى مثل «الإيكاردا» و«أكساد» ، إضافة إلى الانضمام لتحالف دولي يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من التنوع الوراثي في القمح. هذا التنوع يسهم بشكل مباشر في استنباط أصناف جديدة خلال فترات زمنية قصيرة، ما يُعزز قدرة الدولة على الاستجابة السريعة لمتغيرات المناخ والأمراض.

مزيج بين الطرق التقليدية والبحث العلمي المتقدم

يعتمد البرنامج على دمج طرق التربية التقليدية، بدءًا من عمليات التهجين والانتخاب، وصولاً إلى التجارب النهائية، مما يضمن تطوير أصناف قوية ومتوازنة من حيث الإنتاجية والمقاومة للأمراض. وعلى المستوى القومي، يتم تقييم السلالات الجديدة في مختلف مناطق الجمهورية، لضمان ثباتها وملاءمتها لكافة الظروف البيئية، وهو شرط أساسي قبل اعتماد أي صنف جديد.

مقاومة الأصداء وتحديات استبعاد الأصناف

من أبرز المشكلات التي تواجه عمليات تربية الأصناف، بحسب الدكتور جاد، تأتي مقاومة الأصداء في المرتبة الأولى، وهي من أكثر الأمراض التي تؤثر على إنتاج القمح في مصر.

ولفت إلى أن بعض الأصناف عالية الإنتاجية، مثل «جميزة 12»، تم استبعادها سابقًا بسبب حساسيتها الشديدة للأصداء، ما يستوجب إعادة النظر فيها بعد إدخال صفات مقاومة جديدة.

سلالات تتحمل الملوحة وتواكب التغيرات البيئية

نجح فريق البحث العلمي في الوصول إلى سلالات عالية الإنتاجية ومتحملة للملوحة، وهي خطوة ضرورية في ظل التوسع الزراعي بالمناطق الجديدة، خاصة التي تعاني من ملوحة المياه أو التربة.

وتُعد هذه الجهود جزءًا من المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مناطق الاستصلاح الزراعي.

زراعة القمح على مصاطب: استراتيجية لتوفير المياه والتقاوي

أعلن الدكتور خالد جاد عن إطلاق الحملة القومية لزراعة القمح للموسم الجديد، والتي تتبنى تقنية الزراعة على المصاطب.

وتُعتبر هذه الطريقة من الأساليب الحديثة في الزراعة الذكية، حيث تساهم في توفير مياه الري بنسبة تصل إلى 20%، بالإضافة إلى تقليل كمية التقاوي المستخدمة بأكثر من 25%، ما يخفف من الأعباء الاقتصادية على المزارعين.

وأشار إلى أن هذه التجربة سيتم تعميمها تدريجيًا بعد تنفيذها على مساحة مليون فدان في منطقة الدلتا، مؤكّدًا أن جميع التقاوي المستخدمة محلية 100%، ومن إنتاج مركز البحوث الزراعية وشركات القطاع الخاص، دون الاعتماد على أي تقاوي مستوردة.

نحو مستقبل غذائي آمن ومستدام

التحرك الحالي لتطوير أصناف القمح في مصر يعكس رؤية استراتيجية طويلة المدى تستهدف ضمان الأمن الغذائي، وتعزيز القدرة على مجابهة التغيرات المناخية، والتقليل من الاعتماد على الواردات. كما تمثل هذه الخطوات نقلة نوعية في مجال الابتكار الزراعي وتطوير نظم الزراعة المستدامة.