«وكيل معهد البساتين» يكشف سر زيادة صادرات البطاطس

أكد الدكتور محمود محمد سامي، وكيل معهد بحوث البساتين لشئون البحوث واستشاري محصول البطاطس، أن محصول البطاطس يحتل مكانة رئيسية على مستوى العالم كمحصول غذائي رابع بعد القمح والذرة والأرز، فيما يأتي في مصر كثاني أكبر محصول تصديري بعد الموالح، والأول من حيث المساحة بين محاصيل الخضر.
وأوضح سامي أن مصر تحتل المركز الخامس عالميًا في تصدير البطاطس الطازجة، والعاشر في تصدير البطاطس المصنعة والمجمدة، مشيرًا إلى أن المساحة المزروعة سنويًا تبلغ أحوالي 566 ألف فدان، بإجمالي إنتاج يصل إلى أكثر من 7 مليون طن سنوياً.
وأضاف وكيل المعهد أن عام 2025 يشهد طفرة في صادرات البطاطس المصرية، حيث تم حتى الآن تصدير 1.3 مليون طن من البطاطس الطازجة، دون احتساب البطاطس المصنعة، في حين يزرع العالم نحو 400 مليون فدان بطاقة إنتاجية تبلغ 383 مليون طن درنات سنويًا.
وأشار إلى أن مصر تستورد تقاوي البطاطس في العروة الصيفية فقط، نظرًا لاستخدام بعض الأصناف التصديرية وهي ما زالت في فترة الحماية لوجود حقوق ملكية والتي يتم زراعتها بغرض إعادة تصديرها مرة أخرى والسبب الآخر خلو هذه التقاوي من الأمراض الحجرية والأمراض الفيروسية.
وأصبح هناك تطور ملحوظ في إنتاج تقاوي بطاطس محلية حيث بدأت الحكومة الاهتمام بهذا الشأن منذ 2019.
وأكد سامي أن العديد من الشركات المصرية مثل شركة شيبسي والوطنية والعطار ودالتكس والمصرية الفرنسية وغيرهم تعمل حاليًا على إنتاج تقاوي البطاطس، ما سوف يؤدي إلى انخفاض في واردات التقاوي من الخارج، التي كانت تتراوح بين 120 إلى 150 ألف طن سنويًا.
وقال إن شركة التحالف العربي لإنتاج تقاوي البطاطس وهي شركة مساهمة مصرية بالمشاركة مع معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية بدأت منذ العام الماضي في إنتاج الجيل الأول من التقاوي المحلية، وسوف يتم إنتاج الجيل الثاني العام المقبل بمشيئة الله، مما يعزز القدرة على تلبية الطلب المحلي والتصديري.
ولفت سامي إلى أن البطاطس تزرع في مصر عبر ثلاث عروات: العروة النيلية، والصيفية، والشتوية، حيث تُزرع العروة الصيفية بتقاوي مستوردة يتم تقطيعها بسبب إرتفاع أسعارها وانخفاض نسبة الأمراض. أما العروتان النيلية والشتوية فتزرع بتقاوي محلية تم إنتاجها من العروة الصيفية المستوردة، وتمثل العروات النيلية والشتوية حوالي 75% من إجمالي المساحة المزروعة، وتغطي احتياجات السوق المحلي والتصنيع والتصدير.
وتحدث سامي عن التغيرات المناخية التي أدت إلى حدوث تغير في مساحات العروات الثلاث في مساحات الزراعة، حيث كانت العروة النيلية تمثل نحو 70% من المساحة، لكنها انخفضت سنوياً حتى أصبحت 10% نتيجة إرتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الزراعة الأولي، بينما ازدادت مساحة العروة الشتوية من 10% إلى 60% من المساحة الإجمالية، بسبب زيادة الإعتماد عليها في التصدير.
ونوه إلى أن العروة الشتوية كان يطلق عليها أحيانًا العروة المحيرة، وهي تزرع بين منتصف أكتوبر ومنتصف نوفمبر، بهدف تلبية طلبات الأسوق الخارجية وخاصة الأوروبية على البطاطس المصرية خلال أعياد رأس السنة الميلادية.
وأفاد سامي أن السوق الأوروبي يفضل البطاطس الصغيرة الحجم ومنها غير المكتملة النضج، المعروفة باسم "بيبي"، والتي تتميز بحجمها الصغير، بينما يُطلق على البطاطس صغيرة الحجم والمكتملة النضج اسم "البلية". ويبلغ متوسط استهلاك الفرد في مصر حوالي 35 - 40 كيلوغرامًا سنويًا.
وحول استيراد التقاوي، أكد وكيل المعهد أن أهم الدول التي نستورد منها تقاوي هي هولندا، اسكتلندا، فرنسا ، ألمانيا، الدنمارك، مع تصدر هولندا القائمة. أما أسواق التصدير الرئيسية المصرية فتشمل روسيا والاتحاد الأوروبي.
ونوه إلى أن أسعار البطاطس في السوق المحلية تتغير بتغير العرض والطلب، وخاصة في شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر مع نهاية الموسم وانتهاء المخزون في الثلاجات.
وذكر الدكتور محمود سامي ، وكيل معهد بحوث البساتين، أن محافظة البحيرة والوادي الجديد تصدرتا المحافظات المصرية في زراعة البطاطس الخالية من أمراض العفن البني، مما يعكس جودة الإنتاج في تلك المناطق وقدرتها على تلبية متطلبات السوقين المحلي والدولي.