مشروع الجوجوبا يحول أراضي الغردقة لثروة اقتصادية

تزدهر الخطى نحو مستقبل أكثر استدامة في صحراء الغردقة، حيث تُجسّد هيئة تنمية الصعيد إحدى أبرز خطوات التحول الوطني للاقتصاد الأخضر عبر تنفيذ مشروع زراعة نبات الجوجوبا على مساحة 3000 فدان، باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيًا، في تجربة فريدة توحد بين الابتكار البيئي والاستثمار الزراعي.
مشروع الجوجوبا.. نموذج وطني للزراعة المستدامة
يندرج هذا المشروع ضمن المشروعات القومية الواعدة التي تستهدف تحويل الأراضي غير المستغلة إلى كيانات إنتاجية ذات جدوى اقتصادية، مع دعم توجه الدولة نحو الاقتصاد الأخضر وتعزيز استغلال الموارد الطبيعية بأعلى كفاءة.
ويُعد نبات الجوجوبا من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية، لكونه مصدرًا رئيسيًا لإنتاج زيوت طبيعية تدخل في صناعات استراتيجية متعددة.
تفاصيل المشروع ومراحله التنفيذية
يقع المشروع في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، وتشرف على تنفيذه هيئة تنمية الصعيد. يُروى بالكامل بمياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيًا، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو الاستخدام الآمن للموارد المائية غير التقليدية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من مدخلات الصناعات التجميلية والدوائية والطاقة الحيوية.
ويمتد تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: زراعة 1000 فدان، وقد أسفرت عن إنتاج أول حصاد تبشيري يتميز بجودة عالية في البذور والزيوت.
المرحلة الثانية: زراعة 1000 فدان أخرى، تستعد لإنتاج أولى البشائر خلال العام المقبل.
المرحلة الثالثة: استكمال الـ1000 فدان المتبقية، ويجري حاليًا تجهيزها بشبكات الري والبنية التحتية.
أهداف تنموية واستراتيجية شاملة
يأتي هذا المشروع في سياق تحقيق عدد من الأهداف التنموية المهمة، أبرزها:
تعظيم الاستفادة من الأراضي غير المستغلة وتحويلها إلى مشروعات إنتاجية.
توفير فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة والمناطق المجاورة.
تعزيز الأمن الغذائي والبيئي عبر زراعة نبات يتحمل الظروف المناخية الصعبة.
زيادة صادرات الدولة من الزيوت الطبيعية عالية القيمة.
جذب الاستثمارات المحلية والدولية في الصناعات القائمة على الجوجوبا.
زيت الجوجوبا.. ذهب أخضر متعدد الاستخدامات
تتمثل القيمة الاقتصادية لنبات الجوجوبا في إنتاج زيت طبيعي يُستخدم في:
مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.
الصناعات الدوائية والعلاجية.
تصنيع شحوم نباتية صديقة للبيئة.
إنتاج الطاقة الحيوية كبديل نظيف للوقود.
ويمثل زيت الجوجوبا أحد أبرز المنتجات المطلوبة عالميًا، بما يفتح آفاقًا تصديرية واسعة ويزيد من قدرة الدولة على جذب العملة الصعبة.
مكانة المشروع على المستويين الوطني والدولي
حصد المشروع المركز الثاني في فئة المشروعات القومية الكبرى ضمن "المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية"، كما مثّل مصر في مؤتمر المناخ الدولي COP27، ليعكس التزام الدولة بدمج الابتكار في إدارة الموارد والاستدامة، تنفيذًا لاستراتيجية مصر 2030.
رسائل استراتيجية واضحة
مشروع الجوجوبا في الغردقة ليس مجرد زراعة تقليدية، بل تحول حقيقي نحو زراعة ذكية مستدامة.
يُترجم توجه الدولة نحو تعظيم القيمة المضافة من الموارد الطبيعية.
يمثل خطوة قوية في دعم الاقتصاد الوطني من خلال توظيف الابتكار في الزراعة وتوفير بدائل صديقة للبيئة.