الأرض
الأحد 21 سبتمبر 2025 مـ 04:00 مـ 28 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وزير الزراعة الأسبق ينتقد بيع المياه ويكشف المخاطر

أكد الدكتور صلاح يوسف، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الأسبق، أن فقدان المصداقية هو التهديد الأخطر الذي يواجه المسؤولين، محذرًا من تبعات التصريحات التي تتناقض مع واقع المواطنين وتعصف بثقتهم في الدولة.

فقدان الثقة.. بداية الانهيار

وصف الدكتور صلاح يوسف عبر منشور نشره على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك"، أن تصريحات بعض المسؤولين في الفترة الأخيرة تمثل مبعث قلق شعبي واسع، مشيرًا إلى أن تكرار الحديث عن "طفرة اقتصادية" لا يجد ما يسنده في الواقع اليومي الذي يعانيه المواطن من تضخم وضغوط معيشية متزايدة.

ولفت إلى أن المصداقية هي الأساس في العلاقة بين المسؤول والمواطن، مؤكدًا أن أي خطاب لا يعكس الحقيقة على الأرض سرعان ما يُفقد صاحبه الاحترام والصبر الشعبي، ويقوّض الدعم اللازم لتحقيق مسؤولياته.

تصريحات تثير المخاوف

انتقد يوسف بشكل مباشر تصريحات وزير الموارد المائية والري حول إهدار الفلاحين لمياه الري، واعتبار "الحصول على الدولار" أكثر أهمية من "زراعة القمح"، معتبرًا أن هذا الطرح ينذر بتوجه مقلق نحو فكرة بيع المياه للزراعة، وهو ما رآه تفكيرًا يبتعد عن الدور المحوري للوزارة في توفير المياه للشرب والزراعة.

ووصف هذا الطرح بأنه يفتح بابًا لطروحات قديمة كانت تُناقش خلف الأبواب المغلقة، معتبرًا أن التفكير في بيع المياه يعود إلى أفكار تم تبنيها في الولايات المتحدة كوسيلة للسيطرة على الشعوب.

الأمن القومي يبدأ من رغيف الخبز

أكد وزير الزراعة الأسبق أن الأمن الحقيقي لأي وطن يبدأ من تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، محذرًا من وهم الاعتماد على المال دون ضمان الوفرة الغذائية، وشدد على أن "رغيف الخبز لا يُشترى بالدولار إذا غاب القمح".

وأضاف أن مصر تعيش بفضل الأمطار التي تأتي من الجنوب، ومع تغيرات المناخ قد يتحسن نصيبها المائي في المستقبل، مما يمنح البلاد فرصة لتحويل مساحات من الصحراء إلى مناطق زراعية منتجة.

نحو إدارة جديدة للمستقبل

أكد يوسف أن المستقبل قد يفرض تغييرات جذرية في شكل الوزارات وطرق إدارتها، داعيًا إلى "مسابقة الزمن" لفهم طبيعة الحياة القادمة، ومواكبة التطورات العلمية والبيئية التي ستغيّر من شكل الاحتياجات وأنماط الإدارة.

وأوضح أن هذا التحول يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تركز على الأمن الغذائي، والإدارة المتكاملة للموارد، وإعلاء مصلحة المواطن فوق أي اعتبارات مالية أو سياسية