في عيد الفلاح الـ73.. الفيوم تحتفل بدور الفلاح وتواجه أزمة الأرز المخالف

احتفل فلاحو مصر، اليوم الثلاثاء، بعيدهم القومي الثالث والسبعين، تخليدًا لذكرى صدور قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر 1952، الذي شكّل لحظة فارقة في تاريخ الزراعة المصرية، ونقطة انطلاق نحو العدالة الاجتماعية وتحقيق الاكتفاء الغذائي.
في هذا اليوم الذي بات رمزًا لصمود الفلاح وعطائه المتواصل، وجّه الدكتور أسامة دياب، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الفيوم، التهنئة لجموع الفلاحين، مشيدًا بدورهم المحوري في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
وقال:"أنتم العمود الفقري للزراعة، وبدونكم لا تتحقق التنمية ولا الأمن الغذائي".
الفلاح المصري.. شريك الدولة في مواجهة التحديات
وأكد وكيل الوزارة أن الدولة المصرية تولي ملف الزراعة اهتمامًا بالغًا، وتضع الفلاح في مقدمة أولوياتها، من خلال تعزيز مشروعات التوسع الأفقي والعمودي، وتوفير التقاوي المحسّنة، وتقديم الخدمات الإرشادية والبيطرية، بهدف دعم استقرار القطاع الزراعي وتحسين جودة الإنتاج.
وأشار إلى أن محافظة الفيوم تتمتع بميزات زراعية فريدة، أبرزها الخصوبة العالية للتربة وتنوع المحاصيل، وهو ما جعل الفلاح الفيومي نموذجًا يُحتذى به في العمل الدؤوب والارتباط بالأرض.
تحذيرات من "الري": لا تهاون مع مخالفات زراعة الأرز
في سياق متصل، شددت وزارة الموارد المائية والري على ضرورة الالتزام بالخطة القومية لتوزيع المياه، وحذّرت من التوسع في زراعة محصول الأرز خارج المناطق المصرح بها.
وخلال جولة ميدانية لمتابعة مشروعات الري بمحافظة الفيوم، أصدر الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، تعليمات صارمة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية ضد أي مخالفات تُرتكب في هذا الشأن.
وأوضح الوزير أن الفيوم تُعد من المحافظات ذات الحساسية المائية العالية نظرًا لطبيعتها الجغرافية، ما يتطلب رقابة صارمة على كميات المياه المستخدمة في الزراعة.
وقال: "زراعة الأرز خارج المناطق المحددة استنزاف غير مبرر لمورد حيوي، ولن نتهاون في التصدي لتلك المخالفات".
وأكد أن الوزارة مستمرة في تنفيذ سياسة "الزراعة المتوازنة"، حيث لا تُمانع في زراعة الأرز داخل المناطق المعتمدة، لكنها ستواجه بحزم أي زراعات تتسبب في سحب غير قانوني للمياه، عبر إزالة السحب المخالف وتحرير محاضر رسمية بحق المخالفين.
نظرة أعمق: لماذا يستحق عيد الفلاح كل هذا الزخم؟
لا يقتصر عيد الفلاح على الاحتفال بمناسبة تاريخية، بل يُعد تذكيرًا بقيمة هذا الإنسان الذي يقف في الخطوط الأمامية للأمن الغذائي في مصر. فالزراعة لم تكن يومًا مجرد مهنة، بل هي ركيزة حضارية واقتصادية، يتوقف عليها مستقبل ملايين المواطنين.
ومع التحديات المناخية والمائية المتصاعدة، تتعاظم أهمية دعم الفلاح المصري، ليس فقط بالكلمات، بل بسياسات واقعية تضمن استمرارية الإنتاج وتحقيق التنمية الريفية الشاملة.
