تتوسع بلا تخطيط.. بحيرات ”الموت” في البهنسا تهدد الأراضي والموارد المائية

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تفاصيل جديدة ومقلقة حول ما يُعرف إعلامياً ببحيرة "الموت" الواقعة غرب مدينة البهنسا بمحافظة المنيا، محذرًا من استمرار تمدد هذه الظاهرة البيئية دون رقابة أو تخطيط علمي.

في منشور نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أوضح شراقي أن الحديث تجدد في يوليو الماضي حول هذه البحيرة، الواقعة إلى الغرب من مدينة البهنسا، مركز بني مزار، بمحافظة المنيا، على بعد مئات الأمتار من جانبي الطريق الصحراوي الجيزة–الأقصر.

كما أشار إلى وجود بحيرة مماثلة شرق وادي النيل، بمحاذاة طريق الشيخ فضل – رأس غارب، يبلغ قطرها نحو 600 متر.

بحيرات بلا مصدر طبيعي... والزراعة غير المخططة هي السبب

أوضح أستاذ الجيولوجيا أن هذه المسطحات المائية ليست بحيرات طبيعية، بل هي نتيجة مباشرة للصرف الزراعي الناتج عن استخدام الري بالغمر بمياه جوفية مُستخرجة من خزان الحجر الجيري، وتحديداً غرب النيل في منطقة البهنسا.

وأضاف أن الأمر لا يقتصر على بحيرة واحدة، بل إنها مجموعة من البحيرات بدأت في التشكل تدريجياً منذ عام 2016، بفعل التوسع الزراعي غير المخطط في هذه المنطقة الصحراوية، مشيراً إلى أن صور الأقمار الصناعية من عام 2016 وحتى 2025 توضح الزيادة المطّردة في حجم هذه البحيرات مع ازدياد الرقعة الزراعية.

خطورة متزايدة... مياه مالحة وغير صالحة

وأكد شراقي أن مواقع هذه البحيرات كانت في الأصل محاجر رملية عميقة، تحولت بفعل تسرب مياه الصرف الزراعي إلى خزانات مائية مغلقة، تتزايد ملوحتها يوماً بعد يوم، بفعل تبخر المياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وغسيل التربة الزراعية، ما يجعلها غير صالحة تماماً للشرب أو الزراعة.

دعوة لتدخل الدولة: التنمية بحاجة إلى تخطيط

ورغم إشارته إلى أن النشاط الزراعي في هذه المناطق يعد خطوة إيجابية ومبشرة نحو التوسع الزراعي في الصحاري المصرية، إلا أن شراقي حذّر من خطورة تجاهل التخطيط العلمي والرقابة المؤسسية على هذا النمو.

وشدد على ضرورة دعم الجهات المختصة للمزارعين المحليين، وتنظيم عمليات حفر الآبار وأنظمة الري، بهدف ضمان تنمية زراعية مستدامة تسهم في تعزيز الأمن الغذائي دون الإضرار بالموارد المائية أو التربة.