تحذير علمي: السموم الفطرية تهدد صناعة الدواجن وتضعف مناعة الإنسان

كشفت أبحاث علمية متقدمة عن خطرٍ صامت يهدد صناعة الدواجن في مصر والعالم، يتمثل في "السموم الفطرية"، وهي مركبات سامة تنتجها بعض أنواع الفطريات التي تنمو على مكونات الأعلاف، خاصة الذرة، ما يؤدي إلى تدهور صحة الطيور، ضعف مناعتها، انخفاض إنتاجها، وفي كثير من الأحيان نفوقها الكامل.
التسمم الصامت الذي يقتل الدواجن... دون أن يشعر المربي
حذرت الدكتورة هالة خليل، الباحث الأول في قسم الفارماكولوجي، بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق، مركز البحوث الزراعية، من أن النمو السكاني المتزايد في العالم، والطلب المتصاعد على مصادر البروتين الحيواني، خاصة اللحوم، قد سلط الضوء على الدواجن باعتبارها البديل الأسرع والأقل تكلفة لتوفير اللحوم. لكن هذا التوجه يصطدم بعقبة خطيرة: السموم الفطرية في الأعلاف.
السموم الفطرية.. قنبلة موقوتة في أعلاف الدواجن
أوضحت خليل أن الأعلاف تعد البيئة المثالية لنمو الفطريات التي تفرز السموم الفطرية، خاصة في ظل سوء التخزين، وغياب التهوية الجيدة، وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مشيرة إلى أن الذرة، التي تشكل أكثر من 55% من تركيبة العلف، هي الأكثر عرضة للإصابة بتلك الفطريات، لا سيما عند حصادها دون تجفيف مناسب.
ولفتت إلى أن هذه السموم غير قابلة للذوبان في الماء، ولا تتأثر بالحرارة أو الطهي، كما أن تركيبها الكيميائي لا يحفز الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة ضدها، ما يجعل اكتشافها أو مكافحتها أكثر صعوبة.
أنواع السموم الفطرية الأكثر انتشارًا وخطورة:
1. الأفلاتوكسينات: الأكثر شيوعًا وخطورة، وتفرزها فطريات "أسبرجيلس"، وتؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، وتدهور الكبد، وانخفاض إنتاج البيض.
2. الأوكراتوكسينات: تسبب فشل كلوي وتراجع معدل التحويل الغذائي، ويكون تأثيرها الأساسي على الكلى، وتؤدي إلى انخفاض إنتاج البيض.
3. سموم T2: تفرزها فطريات "الفيوزاريوم"، وتسبب التهابات فموية ونزيفًا دمويًا في العضلات، وتقليل الخصوبة.
4. الزيرالينون: تؤثر على الخصوبة ونسبة الفقس، ولها تأثير شبيه بهرمون الأستروجين.
عوامل تزيد من فرص نمو الفطريات:
الرطوبة العالية أثناء وبعد الحصاد.
ضعف التهوية في مخازن الأعلاف وعنابر التربية.
اعتماد مكونات علفية تحتوي على سكريات وكربوهيدرات قابلة للتحلل السريع.
ارتفاع درجات الحرارة التي تخلق بيئة مثالية للفطريات، بين 5 إلى 50 درجة مئوية.
التأثيرات الصحية للسموم على الطيور:
السموم الفطرية تؤثر بشكل مباشر على:
الكبد والكلى والطحال.
جهاز المناعة (خاصة غدة البرسا والثايموس).
الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي.
القدرة على النمو، وإنتاج البيض، والخصوبة.
تختلف شدة الإصابة حسب:
نوع الطائر: البط أكثر تأثرًا، يليه الرومي ثم الدجاج.
الجنس: الذكور أكثر حساسية من الإناث.
العمر: الطيور الصغيرة أكثر عرضة من البالغة.
الجرعة ومدى التعرض: الجرعات الكبيرة تؤدي لتسمم حاد، والصغيرة المزمنة تؤدي لتدهور تدريجي.
أعراض التسمم:
التسمم الحاد: فقدان شهية، هزال، نفوق مفاجئ.
التسمم المزمن: قلة استهلاك العلف، انخفاض النمو، تقرحات فموية، نزيف عضلي، ضعف المناعة، وانخفاض إنتاج البيض وجودته.
كيف نتخلص من السموم الفطرية في الأعلاف؟
1. تخزين الأعلاف في أماكن جافة جيدة التهوية.
2. استخدام مواد أولية مقاومة للفطريات، خاصة الذرة.
3. الفحص المعملي الدوري لمكونات العلف.
4. استخدام مضادات السموم العضوية، مثل الأحماض العضوية (الاسيتيك، البروبيونيك...).
5. إضافة البروبيوتيك، التي ترتبط بالسموم وتمنع امتصاصها.
6. تغيير العلف فور ظهور أعراض التسمم، مع تعزيز الفيتامينات وإضافة الخل إلى مياه الشرب.
توصيات نهائية للمربين والمصانع:
عدم تخزين الأعلاف أكثر من أسبوعين.
تصنيع العلف بصورة يومية إن أمكن.
تجنب استخدام أي مكون تظهر عليه علامات التعفن.
الحرص على نظافة أماكن التخزين، ومنع الرطوبة والقوارض.