الأرض
الأحد 24 أغسطس 2025 مـ 06:39 مـ 29 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

البرسيم الفحل يعيد الحياة للتربة قبل موسم القمح

أوضح الدكتور فيصل يوسف، أستاذ المحاصيل الحقلية وتكنولوجيا علم البذور، أنه في ظل التحديات الاقتصادية والمناخية التي تواجه القطاع الزراعي، برزت زراعة البرسيم الفحل كأحد أنجح البدائل لزيادة العائد من الأرض وتعزيز إنتاجية المحاصيل الشتوية، وفي مقدمتها القمح.

وأشار يوسف إلى أن البرسيم الفحل يُعد محصولًا انتقاليًا مثاليًا بين محاصيل الصيف والشتاء، لما له من فوائد مزدوجة للمزارع والتربة على حد سواء.

فترة خمول الأرض تتحول إلى موسم إنتاج خصب

وأكد الدكتور فيصل أن هناك فرصة زراعية مهملة لدى كثير من المزارعين، وهي الفترة ما بين نهاية أغسطس وحتى أوائل نوفمبر، حيث تكون الأرض خالية بعد حصاد محاصيل مثل الأرز المبكر أو الذرة السيلاج. ويمكن خلال هذه الفترة الانتقالية التي تمتد لنحو 70 إلى 80 يومًا، زراعة البرسيم الفحل وحيد الحشة ضمن دورة محصولية ثلاثية مثالية:
(أرز أو ذرة – برسيم فحل – قمح).

كما أوضح أن المزارع الذي يزرع البرسيم الفحل في 20 أغسطس، يمكنه حصاده في الفترة من 1 إلى 10 نوفمبر، ثم زراعة القمح مباشرة بعده دون الحاجة إلى حرث أو إعداد إضافي للأرض.

إنتاجية مرتفعة وقيمة غذائية كبيرة

وقال: يحصل المزارع من زراعة البرسيم الفحل على حشة واحدة تنتج من 20 إلى 25 طنًا من العلف الأخضر، بنسبة مادة جافة تصل إلى 20%. وهذا المحصول يمكن تحويله إلى ما يتراوح بين 4 و5 أطنان من الدريس، وهو علف جاف عالي القيمة الغذائية، وأفضل في التجفيف والتخزين من البرسيم المسقاوي نظرًا لانخفاض محتواه الرطوبي.

ويُعد هذا الإنتاج مهمًا في فترات ندرة الأعلاف، كما يوفر موردًا اقتصاديًا سريعًا قبل زراعة القمح.

فوائد متعددة للتربة... وزيادة إنتاج القمح لاحقًا

لكن القيمة الكبرى للبرسيم الفحل لا تقتصر على إنتاج العلف، بل تمتد لتشمل تحسين خصوبة التربة وزيادة إنتاجية المحصول التالي، وهو القمح، وذلك عبر عدة فوائد أكدها الدكتور فيصل يوسف:

1. تحسين إنتاجية القمح

أفضل إنتاج للقمح يأتي عندما يُزرع عقب محصول بقولي. في المقابل، زراعته مباشرة بعد الأرز تُعد الأسوأ بسبب:

ارتفاع الرطوبة الأرضية.

زيادة الإصابة بحشرة الحفار.

نقص المادة العضوية والعناصر المغذية.

صعوبة تسوية الأرض وتجهزها.
كلها عوامل تؤدي إلى انخفاض عدد النباتات والسنابل، ومن ثم ضعف الإنتاج.

2. إضافة طبيعية للنيتروجين

البرسيم الفحل يعمل على إضافة ما يعادل شيكارتين من اليوريا للفدان الواحد، نتيجة تلقيحه البكتيري بالعقدين، وهو ما تستفيد منه التربة والقمح لاحقًا.

3. إثراء التربة بالدبال والمواد العضوية

من خلال بقاء جزء من الجذور بعد الحش، والتي تتحلل وتُضيف مادة عضوية خصبة للتربة، تُحسن قوامها وتعزز قدرتها على الاحتفاظ بالمغذيات.

4. تقليل تكاليف زراعة القمح

لا حاجة لخدمة جديدة أو حرث إضافي؛ يمكن زراعة القمح مباشرة على "البلاط".

الحشائش العريضة التي تظهر مع البرسيم تُقص معه، ما يقلل من تكلفة المكافحة لاحقًا.

تمت إضافة سماد السوبر فوسفات بالفعل للبرسيم، فلا حاجة لإضافته مجددًا للقمح.

السماد الآزوتي (اليوريا) يتم تعويضه بشكل طبيعي عبر البرسيم الفحل.

5. زيادة إنتاج القمح من 2 إلى 3 أردب للفدان

إحصائيًا، يحقق المزارع الذي يزرع القمح بعد برسيم فحل زيادة تتراوح بين 2 و3 أردب في الفدان، ما يُمثل فارقًا اقتصاديًا مهمًا، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة.

توصيات زراعية: التوقيت والمعدل المثالي

ميعاد الزراعة: من الثلث الأخير من شهر أغسطس.

معدل التقاوي: 20 كجم للفدان الواحد.

البرسيم الفحل: محصول ذكي بفوائد ثلاثية

زراعة البرسيم الفحل تمثل خيارًا ذكيًا واقتصاديًا لكل مزارع يبحث عن تعظيم استفادته من الأرض، دون إرهاقها، وفي الوقت نفسه يضمن محصول قمح قوي وغني بعده.
هو علف سريع + سماد طبيعي + راحة أرض + زيادة إنتاج قمح.