موجة حر تضرب مصر وتحذيرات عاجلة للمزارعين

أكد الدكتور محمد علي فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ، أن مختلف أنحاء الجمهورية، وعلى وجه الخصوص مناطق جنوب الصعيد، تشهد موجة حر غير مسبوقة خلال النصف الثاني من شهر "مسرى"، الذي اشتهر تاريخيًا بكونه شهر الحر والصهد والرطوبة الخانقة.
وقال الدكتور محمد علي فهيم، إن هذه الموجة الحارة تُعد من أكثر الفترات حرارة على الإطلاق، مشيرًا إلى استمرارها حتى يوم الجمعة 15 أغسطس 2025، على أن تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي اعتبارًا من السبت 16 أغسطس، مع بقاء الأجواء شديدة الحرارة في بعض المناطق، خاصة في أقصى جنوب شرق البلاد.
وأوضح فهيم أن ما يزيد من قسوة هذه الموجة هو الارتفاع الكبير في نسب الرطوبة، مما يؤدي إلى شعور خانق بالحرارة، بالتزامن مع ظهور سحب منخفضة ومتوسطة على مناطق متفرقة، وسقوط أمطار متفاوتة الشدة.
وأشار إلى أن مناطق وسط وجنوب سيناء تشهد هطول أمطار متوسطة قد تكون رعدية أحيانًا، في حين تتساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة على مناطق متفرقة من البحر الأحمر ووسط وجنوب الصعيد، مع احتمالية لأن تكون رعدية على فترات.
أما على مستوى الرياح، فأكد فهيم أن هناك نشاطًا ملحوظًا للرياح أحيانًا في وسط وجنوب سيناء، وجنوب الصعيد، وسواحل البحر الأحمر، وقد تكون محملة بالرمال والأتربة في بعض الأوقات.
تحذيرات وتوصيات للمزارعين في مواجهة موجة الحر
وفي ظل هذه الظروف الجوية القاسية، وجه الدكتور محمد علي فهيم حزمة من التوصيات العاجلة للمزارعين، لحماية المحاصيل الزراعية والحد من التأثيرات السلبية المتوقعة:
1. الري:
ضرورة الري "على الحامي" قبل ذروة ارتفاع الحرارة.
تقليل الفترات بين الريات لتقليل الإجهاد المائي على النبات.
يُنصح بالري فقط خلال ساعات الفجر أو بعد غروب الشمس، وتجنب الري نهائيًا وقت الظهيرة.
2. التسميد:
تقليل أو وقف استخدام الأسمدة الأزوتية خلال هذه الفترة.
التركيز على التسميد بنترات الكالسيوم لتعزيز مقاومة النباتات.
رش مركبات الكالسيوم مع البورون لتقوية جدر الخلايا النباتية.
3. الوقاية من الأمراض:
الرش الوقائي لمكافحة أمراض مثل الأنثراكنوز، الفيتوفثورا، البياض الدقيقي والزغبي.
تكثيف مراقبة الآفات الزراعية، خصوصًا الذبابة البيضاء والتربس.
4. العناية بالمشاتل:
متابعة دقيقة لمشاتل الخضار والفراولة.
إجراء توريق جائر أو إزالة الجيل الأول من الفراولة عند ارتفاع الكثافة، خصوصًا إذا كانت المشاتل مغلقة أو سيئة التهوية.
5. التأجيل الاستراتيجي للزراعات الجديدة:
يُنصح بتأخير زراعة العروات الجديدة من البطاطس، الفاصوليا، الثوم وغيرها، حتى ما بعد 25 أغسطس، لتجنب تعرضها لصدمة الحرارة المرتفعة في بدايات نموها.
ختامًا: مسؤولية مشتركة واستعداد مبكر
وأوضح أن هذه الموجة الحارة الحاجة المُلِحة تؤدى إلى تفعيل خطط الطوارئ الزراعية، وتنسيق الجهود بين المؤسسات المعنية والقطاع الزراعي، بهدف تقليل الخسائر وحماية الإنتاج الغذائي.
وأكد الخبراء أن الاستعداد المبكر والتعامل العلمي مع الظواهر المناخية المتطرفة، أصبح ضرورة لا رفاهية، في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية متسارعة، تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي والموارد الطبيعية في مصر والمنطقة.