«الزراعة» تحذر من ديدان اللوز القرنفلية على أزهار القطن

كشف الدكتور فيصل يوسف، أستاذ المحاصيل الحقلية وتكنولوجيا علم البذور بمركز البحوث الزراعية، عن طريقة فعالة لرصد إصابة القطن بديدان اللوز القرنفلية، داعياً المزارعين إلى اليقظة واتخاذ الإجراءات الوقائية في التوقيت المناسب.
وأكد الدكتور يوسف أن اكتشاف الإصابة يمكن أن يبدأ بفحص بصري بسيط للزهور، ولكن في توقيت محدد بعد الساعة الحادية عشرة صباحاً، حيث من المفترض أن تكون أزهار القطن قد تفتحت بالكامل بفعل أشعة الشمس. لكن، عند ملاحظة أزهار مغلقة أو متوردة – أي تأخذ شكلاً مشابهاً للوردة فيما يُعرف بـ"Rosetting flower" – فإن هذا مؤشر خطير لاحتمالية إصابتها بديدان اللوز القرنفلية.
وأشار إلى أن الخطوة التالية للتحقق تتمثل في فتح الزهرة يدوياً، إذ يمكن رصد اليرقات أو بقايا تغذيتها أو تلف واضح في أجزاء الزهرة، وهو ما يُعد دليلاً دامغاً على وجود الإصابة.
وأبرز الدكتور يوسف أن ملاحظة زهرتين مغلقتين من كل 20 زهرة يعتبر مؤشراً كافياً لبدء التدخل الفوري باستخدام المبيدات الموصى بها من وزارة الزراعة، حفاظاً على المحصول من التدهور.
مخاطر قادمة... وحلول حاسمة
ولفت خلال السنوات الماضية، تسببت ديدان اللوز القرنفلية في خسائر كبيرة في إنتاج القطن، نتيجة التأخر في اكتشاف الإصابة أو ضعف الاستجابة المبكرة لها. ومع تزايد درجات الحرارة وتغير أنماط الطقس، تزداد فرص تكاثر هذه الآفة وانتشارها بشكل أوسع، ما يجعل المراقبة الدقيقة ضرورة وليست رفاهية.
وأضاف في الوقت الراهن، توصي الهيئات الزراعية المختصة بضرورة التدريب العملي للمزارعين على طرق الفحص اليدوي للزهور، إلى جانب استخدام أساليب الرصد الحديثة لضمان الكشف المبكر والتدخل السريع، مما يعزز من فرص إنقاذ المحصول وتحقيق عائد اقتصادي مجزٍ.
مستقبل الزراعة يبدأ من الزهرة
وفي ضوء التحديات البيئية والمناخية المتسارعة، قال الدكتور يوسف فيصل، أصبحت الزراعة الذكية والمتابعة الدقيقة للمحاصيل أحد المفاتيح الرئيسية لاستدامة الأمن الغذائي. ومع تكرار موجات الإصابة بديدان اللوز القرنفلية، تبرز أهمية الدور العلمي والتوعوي للمراكز البحثية، وعلى رأسها مركز البحوث الزراعية، في تزويد المزارعين بالمعرفة والأدوات اللازمة لحماية محاصيلهم.