خطة مصرية لإحياء مجد القطن التاريخي عالميًا

أكد الدكتور مصطفى عمارة، وكيل معهد القطن، أن الدولة المصرية بدأت بالفعل في تنفيذ خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة القطن المصري إلى صدارة المشهد العالمي، من خلال التوسع في زراعته وإدخال أساليب حديثة تُعزز من استدامته وتحافظ على البيئة والإنسان والحيوان.
وأوضح أن المعهد يعمل على استنباط أصناف جديدة من القطن تمتاز بالجودة العالية والإنتاجية المرتفعة، بما يلبي احتياجات الصناعات الوطنية، ويضمن تقديم خامات ممتازة بأسعار تنافسية.
أصناف جديدة واعدة تدعم الإنتاج
وأشار عمارة إلى أن الموسم الزراعي الحالي سيشهد زراعة عدة أصناف حديثة من القطن ذات إنتاجية مرتفعة، أبرزها:
سوبر جيزة 86
سوبر جيزة 94
سوبر جيزة 97 (من فئة الأقطان الطويلة المخصصة للوجه البحري)
أكسترا جيزة 92
أكسترا جيزة 96
أكسترا جيزة 93
أكسترا جيزة 45 (من فئة الأقطان فائقة الطول)
وفي صعيد مصر، سيتم التوسع بشكل تجاري في صنف جيزة 98 من طبقة الأقطان الطويلة، إلى جانب الاستمرار في زراعة جيزة 95.
نقلة نوعية في منظومة التسويق
وشدد الدكتور عمارة على أن منظومة تداول القطن الجديدة قد حققت أهدافها المرجوة، بعدما أزالت الوسطاء والتجار العشوائيين من المشهد، ما أدى إلى ربط أسعار القطن في السوق المحلي بالأسعار العالمية، وضمان تحقيق أرباح أفضل للمزارعين، إلى جانب رفع الإنتاجية وتحقيق عدالة سعرية واضحة.
ابتكار مصري جديد: القطن الملون الطبيعي
وفي خطوة تُعد قفزة في مسيرة القطن المصري، أعلن معهد القطن عن نجاحه في إنتاج أصناف من القطن الملون الطبيعي الخالي تمامًا من أي صبغات صناعية أو ملوثات بيئية، الأمر الذي يُمثل قيمة مضافة كبيرة للقطاع الزراعي والاقتصادي في مصر، لا سيما مع الطلب المتزايد على هذا النوع من القطن في الأسواق الخارجية.
وتم إنتاج بذور أولية للقطن الملون بألوان طبيعية تشمل:
الأخضر
البني الفاتح القريب من الذهبي
البني الغامق بدرجاته
وتُعد مصر الدولة العربية والإفريقية الأولى التي تنجح في إنتاج القطن الملون بجودة تضاهي مواصفات القطن الأبيض، سواء من حيث المتانة أو قابلية الغزل، ما يُعزز فرص تصديره كمادة خام طبيعية صديقة للبيئة.
القطن الملون.. صديق البيئة وموفر للتكاليف
الميزة الأبرز للقطن الملون تكمن في كونه لا يحتاج لأي عمليات صبغ أو معالجة صناعية، ما يوفر نحو 50% من استهلاك المياه، ويقلل من التكاليف بنسبة قد تصل إلى 60% مقارنة بالقطن الأبيض، فضلًا عن حفاظه على الصحة العامة وجودته العالية التي تفوقت على نظيراته من الأقطان الأجنبية.
ويسعى المعهد حاليًا إلى تطوير ألوان جديدة، مثل الأصفر الكناري، ليضاف إلى الألوان المنتجة، في إطار جهود مستمرة لتوسيع نطاق إنتاج هذا النوع من القطن الفريد.
مستقبل زراعي واعد ومساحات متنامية
كشف عمارة أن المساحة المزروعة حاليًا بالقطن بلغت 10.5 مليون فدان، بعد أن تمت إضافة 4.5 مليون فدان جديدة ضمن مشاريع قومية ضخمة، أبرزها "الدلتا الجديدة" و"مستقبل مصر"، إلا أن الطموح لا يتوقف هنا، فالدولة تستهدف الوصول إلى 25 مليون فدان لضمان تحقيق الاكتفاء وزيادة التصدير.
نحو عودة القطن المصري لسابق مجده
التحديات كبيرة، لكن الطموحات أكبر، ومع الدعم الحكومي المتزايد والاعتماد على البحث العلمي، يعود القطن المصري إلى واجهة الاقتصاد الزراعي من جديد. إنه ليس مجرد محصول، بل رمز لهوية مصرية خالدة، بدأت رحلة استعادة مجدها التاريخي، وعيونها تتطلع إلى المستقبل بثقة وثبات.