الأرض
الأربعاء 23 يوليو 2025 مـ 02:07 صـ 26 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

حلول ذكية لمشكلة ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية

زحام على الأسمدة
زحام على الأسمدة

قال المهندس جمعة عطا، الخبير الزراعي، إنه في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الأسمدة الكيماوية وتأثير ذلك على تكاليف الإنتاج الزراعي، يتزايد الحديث اليوم عن ضرورة اللجوء إلى بدائل طبيعية ومستدامة، تعزز من إنتاجية التربة وتحافظ في الوقت ذاته على البيئة والمردود الاقتصادي للمزارعين.

ويقدم الخبير الزراعي، حزمة من الحلول العملية التي يمكن أن تُحدث فارقًا حقيقيًا في مواجهة هذه الأزمة. ويؤكد أن الاعتماد على البدائل العضوية والحيوية للأسمدة الكيماوية لم يعد رفاهية، بل أصبح ضرورة ملحة لضمان استدامة الزراعة وتحقيق عوائد مرضية.

أهم البدائل والتوصيات:

1. الأسمدة البلدية:
يوصى بإضافة الأسمدة البلدية بمعدل يتراوح بين 15 إلى 20 مترًا مكعبًا للفدان، لما لها من دور فعال في تحسين خواص التربة وزيادة خصوبتها.


2. الكبريت الزراعي:
يُنصح باستخدام ما بين 50 إلى 100 كجم من الكبريت الزراعي لكل فدان، حيث يساعد على تعديل درجة حموضة التربة وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.


3. الأسمدة الحيوية والمخصبات:
تمثل الأسمدة الحيوية إحدى أهم البدائل المستدامة، ويُنصح باستخدامها وفق المعدلات الموصى بها لكل محصول وفدان، لما لها من تأثير مباشر في تعزيز نمو النباتات.


4. العناصر الصغرى:
ضرورة رش العناصر الصغرى (مثل الحديد، والزنك، والمنجنيز) على المزروعات لتعويض نقصها في التربة، مما يسهم في تقوية النباتات وزيادة قدرتها على مقاومة الأمراض.


5. إدارة الكثافة النباتية:
التوازن في عدد النباتات داخل الفدان يُقلل من التنافس على الغذاء المتوفر، ويُعزز من كفاءة استخدام الموارد الطبيعية المتاحة.


6. استخدام بول الحيوانات:
في المزارع التي تحتوي على إنتاج حيواني، يُوصى بجمع بول الحيوانات وإضافته إلى التربة عبر أنظمة الري بالتنقيط، لما يحتويه من نسبة عالية من عنصر الأزوت المفيد للنباتات.


7. خلط الأسمدة البلدية بسماد الطيور:
يمكن خلط السماد البلدي مع سماد الطيور بنسبة (1:1 أو 1.5:0.5)، وذلك لرفع نسبة الأزوت وتحقيق أعلى استفادة من العناصر العضوية المتوفرة.

8. البيوجين كمصدر للنتروجين:
يُعد "البيوجين" الناتج عن تحلل المواد العضوية لإنتاج الغاز الحيوي مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية. يحتوي على أزوت، بوتاسيوم، فوسفور، عناصر صغرى، وأحماض عضوية وأمينية. ويُنصح باستخدامه ثلاث مرات كما يلي:

الأولى: في بداية موسم النمو، بمعدل 300 لتر للفدان.

الثانية: قبل التزهير مباشرة، بنفس المعدل.

الثالثة: بعد العقد التام للثمار، بمعدل 300 لتر أيضًا.


9. الدورات الزراعية الذكية:
من الضروري اتباع دورة زراعية مدروسة، تتضمن تعاقب محاصيل بقولية (مثل الفول، الترمس) مع محاصيل غير بقولية (مثل القمح، الذرة، البنجر)، للاستفادة من قدرة البقوليات على تثبيت الأزوت الجوي في التربة، مما يُعزز خصوبتها ويُقلل الحاجة إلى الأسمدة الكيماوية.

دور البكتيريا المثبتة للأزوت الجوي

يشير المهندس جمعة إلى أن الهواء الجوي يحتوي على نحو 78% من حجمه غاز النتروجين، أي ما يعادل 35 طنًا من السماد الأزوتي لكل فدان. إلا أن النباتات لا تستطيع الاستفادة منه مباشرة دون تدخل البكتيريا المثبتة للأزوت، والتي تتوفر بأسعار زهيدة، وتُعزز الإنتاج بنسبة تصل إلى 30%.

وتختلف أنواع هذه البكتيريا بحسب المحاصيل؛ فبعضها مخصص للمحاصيل النجيلية كالقمح والذرة، وأخرى للخضروات مثل البطاطس والقلقاس، وأصناف مخصصة للبقوليات والقرعيات. وتُسهم هذه البكتيريا أيضًا في تسريع عملية النضج وزيادة التزهير، مما ينعكس بشكل مباشر على زيادة الإنتاج والعائد من وحدة المساحة.

واختتم: بات من الضروري اليوم أن يتحول المزارع إلى ممارسات أكثر وعيًا واستدامة، تنسجم مع التحديات البيئية والاقتصادية الراهنة. فالبدائل الطبيعية للأسمدة الكيماوية ليست فقط حلاً مؤقتًا، بل هي بوابة نحو زراعة أكثر مرونة وربحية في المستقبل القريب.