الأرض
السبت 21 يونيو 2025 مـ 01:11 مـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الصين تلغي الرسوم الجمركية على واردات جميع الدول الأقل نموا وتعزز تعاونها مع أفريقيا

في خطوة تعزز مكانتها كشريك استراتيجي للدول النامية، أعلنت الصين رسميًا عن إلغاء جميع الرسوم الجمركية على واردات الدول المصنّفة كـ "أقل نموًا" وفقًا لتصنيف الأمم المتحدة، بشرط وجود علاقات دبلوماسية معها. وجاء الإعلان خلال اجتماع منظمة التجارة العالمية المنعقد في جنيف بتاريخ 18 يونيو 2025.

توسعة غير مسبوقة للإعفاءات الجمركية

أكد الوفد الصيني أن هذه الخطوة تُعدّ توسيعًا جوهريًا لنظام الإعفاء من الرسوم الجمركية الذي بدأته بكين في السنوات الماضية. ويمتد القرار الجديد ليشمل جميع السلع من جميع الدول الأفريقية الـ53 التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع الصين، مما يُعد تطورًا كبيرًا في الشراكة الاقتصادية الصينية-الأفريقية.

دعم شامل للدول الأكثر فقرا

تضم قائمة الدول الأقل نموًا حاليًا 44 دولة، معظمها في أفريقيا (32 دولة)، إلى جانب دول في آسيا والمحيط الهادئ ومنطقة الكاريبي. وتعاني هذه الدول من عوائق تنموية هيكلية حادة، منها ضعف البنية التحتية، وانخفاض مستويات التعليم، وندرة الموارد البشرية، ما يجعلها أكثر عرضة للصدمات الاقتصادية والمناخية.

أكثر من تجارة: برامج تدريب ومساعدات تقنية

لم تكتف الصين بإلغاء التعريفات، بل أعلنت أيضًا عن خطط لتوسيع نطاق الدعم التنموي، تتضمن:

زيادة عدد البرامج التدريبية الفنية التي تُقدمها للمواطنين في الدول الأقل نموًا، وخصوصًا في أفريقيا.

تسهيل دخول سلع هذه الدول إلى الأسواق العالمية، من خلال إجراءات لوجستية وفنية مسهّلة.

دوافع استراتيجية وتوازنات جيوسياسية

تعكس هذه الخطوة استراتيجية الصين طويلة الأجل لتعزيز نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي، لا سيما في أفريقيا، التي أصبحت محورًا أساسيًا في مبادرة "الحزام والطريق". كما تمثل ردًا غير مباشر على السياسات التجارية المتقلبة في الغرب، وخصوصًا في ظل تصاعد النزاعات الجمركية العالمية.

ختاما، يشكل قرار الصين بإلغاء الرسوم الجمركية على واردات الدول الأقل نموًا تحولًا كبيرًا في نظام التجارة العالمي، ويعزز مكانة بكين كشريك تنموي موثوق للدول الفقيرة. كما يفتح آفاقًا جديدة لصادرات هذه الدول، وخاصة من السلع الزراعية والمواد الخام، ويدعم جهود التنمية المستدامة في أكثر مناطق العالم هشاشة.

موضوعات متعلقة