زراعة التفاح والكمثري في جنوب أفريقيا تنتظر الدعم الأسترالي

استضافت جنوب أفريقيا في أوائل يونيو جولة "بساتين المستقبل 2025"، التي جمعت 21 مزارعًا وخبيرًا من أستراليا ومختلف دول العالم، بهدف تبادل المعرفة والخبرات في زراعة التفاح والكمثرى. ورغم التباين في تكاليف الإنتاج والظروف السوقية، يجمع الطرفان هدف مشترك: تحسين الغلة والجودة والعوائد الزراعية.
يمتد قطاع الفاكهة في جنوب أفريقيا على مساحة تزيد عن 54 ألف هكتار، ويضم أكثر من 1100 مزارع، ينتجون نحو 2.1 مليون طن من الفاكهة سنويًا، بمتوسط إنتاج يبلغ 40 طنًا للهكتار. وتبرز جنوب أفريقيا كمصدر قوي في السوق العالمية، إذ تُصدّر 40% من إنتاجها إلى 86 دولة، مما يُدرّ عليها 90% من عائداتها من الفاكهة الطازجة. وتتركز صادراتها في الاتحاد الأوروبي والشرق الأقصى وأفريقيا، إلى جانب أسواق رئيسية مثل المملكة المتحدة والشرق الأوسط وروسيا. وعلى النقيض، تُصدر أستراليا أقل من 1% من تفاحها الطازج.
ركزت الجولة على استكشاف تحديات الإنتاج والتصدير، بما في ذلك المتطلبات البيئية الصارمة، وإدارة المظلات، وتقنيات الزراعة الحديثة مثل إنتاج الأشجار في حاويات. كما شملت زيارة مناطق زراعية متنوعة مثل إلجين وجرابو وفيليرسدورب، والتي تختلف في درجات البرودة ومدى توفر المياه، وتستخدم أنظمة زراعة متقدمة مثل "Bibaum 2D" والمسافات المعيارية 3.5 × 1.5 متر. ويُعد جذر جينيفا G.778 من بين أكثر الأصول إنتاجية، رغم تحديات التحكم في نموه.
تكاليف العمالة في جنوب أفريقيا، التي تتراوح بين 25 و30 دولارًا يوميًا، تُعد منخفضة مقارنةً بأستراليا، ما يُمكّن من تبني ممارسات زراعية كثيفة العمل، رغم أن الإشراف يظل عامل تكلفة إضافي. وتُمثل العمالة نحو 35% من تكاليف التشغيل، وسط وعي متزايد بالمسؤولية الاجتماعية في بلد تبلغ فيه نسبة البطالة 35%.
الجولة شملت أيضًا مشاتل ومزارع متقدمة مثل "لورين" و"فروت وايز"، حيث تم عرض تقنيات الزراعة التجديدية، والتسميد العضوي، وتقنيات متقدمة في التطعيم لإنتاج أشجار قوية خلال أقل من عامين. وفي مزرعة "فروت وايز"، التي تدير 1250 هكتارًا وتنتج 125 ألف طن سنويًا، يُعطى اهتمام كبير لاختيار الأصول المناسبة، وضبط إدارة المظلات والتقليم لتقليل الأضرار وتحقيق إنتاج مرتفع من الدرجة الأولى.
تُعزّز هذه الجولة الدور الريادي لجنوب أفريقيا في تصدير الفاكهة، وتُسلط الضوء على أهمية تبادل الخبرات في مواجهة التحديات المناخية والسوقية العالمية.