الجمعة 29 مارس 2024 مـ 07:30 صـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الباحث الكيميائي عبدالله أسامة: هذه أسباب الصداع وكيف تتجنبه بدون عقاقير

د. عبدالله اسامة
د. عبدالله اسامة

يعد الصداع من الأمراض الشائعة بشكل كبير جداً، ويعاني أغلب المصريين من الآلام الناتجة عنه، ويشعرض الشخص المصاب بالصداع بالألم بسبب الهياكل الحساسة أو ما تعرف بمستقبلات الألم، الموجودة في نهايات الألياف العصبية، وبالتالي تسبّب هذه الهياكل الشعور بالصداع لعدة عوامل، لعل أبرزها: التوتر، وتوتر العضلات، وتوسعة الأوعية الدموية التي تؤدّي إلى إطلاق إشارات للألياف العصبية الموجودة في الدماغ.

من جانبه، أرجع الباحث الكيميائي عبدالله أسامة، سبب انتشار الصداع، خاصة صداع الظهيرة أو منتصف اليوم، بكثرة بين المصريين يعود إلى بعض العادات اليومية السيئة لدى الكثيرين.

وانتقد "أسامة" لجوء العامة لإستخدام المسكنات لعلاج الصداع، الذي يطلق عليه البعض أيضاً "صداع آخر الصباح"، مؤكداً خطورة هذه المسكنات الكيميائية، لما لها من أضرار وآثار جانبية غير محمودة.

وأضاف ان مسببات الصداع هي نفسها وسائل العلاج "الآمنة"، وذلك على غرار مقولة "الوقاية خير من العلاج"، مؤكداً أن العادات اليومية والنظام الغذائي هما العاملين الرئيسيين في جوهر هذه المشكلة المزمنة، مشيراً إلى ان 90% ممن يشتكون من صداع الظهيرة ينامون في أوقات متأخرة من الليل ويستيقظون في آخر الصباح، وأيضا لا يتناولون وجبة الإفطار في موعدها المحدد.

وأوصى الباحث الكيميائي مرضى الصداع، خاصة المزمن والمستمر بشكل يومي، بضرورة النوم باكراً والإستيقاظ في وقت مبكر من الصباح، وتناول وجبة إفطار جيدة صباحاً، مؤكداً ان الالتزام بهذه العادات يومياً يجنبك بشكل كبير حدوث الصداع، خاصة في وقت الظهيرة ومنتصف اليوم.

وتابع عبدالله أسامة محمد الباحث الكيميائي بكلية علوم بنها، قائلاً: "ان هذه العادات إيجابية وصحية، لأن جسدك قد اخذ القسط الكافي من النوم والراحة إلى جانب إمداد المخ بالجلوكوز، المترتب على هضم وجبة الإفطار، والتي تمدك بالطاقة الكافية لبدأ النشاط اليومي والصباحي بكامل الطاقة" .

وطالب "أسامة" بتناول الأطعمة التي تساعد على تقليل الصداع، مثل الأسماك التي تعتبر مصدراً للأحماض الدهنية أوميغا3، وهي تعتبر مهمّة لبناء أغشية الخلايا في الدماغ وتقليل التهابات الجسم، ولذلك يُنصح بتناول سمك السلمون والماكريل والرنجة، مطالباً بتجنّب الأسماك المدخنة التي تسبّب الصداع التوتري.
وأوصى المعرضين للإصابة بالصداع المستمر، بتناول بذور الكتان لاحتوائها على دهون أوميغا3 والمغنيسيوم، الذي يعتبر مفيداً لعلاج الصداع والصداع النصفي، لذلك ينصح بتناول بذور الكتان مع الأطعمة والحبوب الكاملة، ودمجها في النظام الغذائي اليومي.


أنواع الصداع:


تتواجد العديد من أنواع الصداع المختلفة، ولكن الأكثر شيوعاً هو الصداع النصفي، والذي يعرف بإنه صداع شديد جداً يمكن أن يحدث لمرّة واحدة أو بشكل متكرّر، وقد يستمر لعدّة ساعات أو أيام.
وهناك صداع التوتر، ويحدث غالباً بسبب الإجهاد والتوتّر العالي، ويبدأ بالعادة في منتصف اليوم وقد يكون خفيفاً أو قوياً، ويزداد بمرور الوقت. 
وهناك نوع نادر من الصداع يسمى "الصداع العنقودي"، ويحدث بشكل مفاجئ؛ لمرّة أو أكثر لعدة أيام خلال فترة معيّنة، وأحياناً يحدث في الوقت نفسه من كل يوم، ويُمكن أن يستمر هذا النوع لفترة 4-8 أسابيع وقد تصل إلى 12 أسبوعاً. 
وبشكل عام يستمر كل صداع لما يقارب 45-90 دقيقة، والنوع الأكثر شيوعاً من الصداع العنقودي يحدث ما بين الساعة الواحدة والثانية بعد منتصف الليل أو بين الساعة الواحدة ظهراً حتى التاسعة مساءً. 
واخيراً الصداع الارتدادي، وهو الذي يحدث نتيجة تناول أنواعٍ مُعيّنة من الأدوية أو تعاطي المخدرات، حيث يحدث عادةً في الصباح الباكر.


أسباب أخرى للصداع:


بجانب النوم غير الكافي، وعدم تناول الوجبات الرئيسية، تتواجد العديد من مسببات الصداع ومن أبرز الأمثلة عليها، تناول الأدوية والتي يعتبر الصداع من الآثار الجانبية المحتملة للعديد من العقاقير، وايضاً الإجهاد العالي، ومشاهدة التلفاز أو الحاسوب أو التليفون لفترات طويلة، كذلك الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة.
كذلك يمكن ان تتسبب أمراض العيون والمشاكل في الرؤية للإصابة بالصداع، والالتهابات المختلفة مثل: التهابات الأذن بكافة انواعها، والالتهابات الفيروسية، وبالنسبة للنساء يمكن ان يكون "الحيض" مسببا للصداع، كذلك الروائح القوية كالعطور والأبخرة والدخان والتدخين.