الجمعة 29 مارس 2024 مـ 02:43 مـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

التأخير يحرق الحامل الرئيسي للمحصول والتبكير يأكل حراشيف العيون قبل كفاية البراعم من وحدات البرودة

خبير العنب والخوخ لـ ”الأرض”: هذه أضرار الخلل في استخدام كاسرات سكون العنب والخوخ

د. الباز عبد العليم يفحص حالة تكشف عيون العنب في أحد المزارع على طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوى
د. الباز عبد العليم يفحص حالة تكشف عيون العنب في أحد المزارع على طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوى
الجيزة

حذر الباحث الباز عبد العليم خبير الفواكه المتساقطة المصري، من التبكير أو التأخير غير المدروسين في كسر سكون براعم العنب والخوخ، كون الخلل في كيفية وتوقيت التعامل بمحلول الدروميكس المعروف ككاسر سكون، يؤدي إلى عواقب وخيمة، أهمها: حرق البراعم التي تم تنبيهها مبكرا بفعل الدفء، أو تكشف البراعم الخضرية على حساب البراعم الزهرية في الخوخ، أو الحامل الرئيسي للمحصول في العنب.

وفي تصريح خاص بموقع "الأرض"، قال الباحث الحاصل على ماجستير فيسيولوجيا النباتات ـ تخصص الخوخ من كلية الزراعة جامعة الأزهر، وباحث الدكتوراة في الكلية ذاتها ـ تخصص العنب، إن البراعم الجديدة في كل الأشجار متساقطة الأوراق، تتخلق في فترة التزهير والعقد للموسم الآني، بمعنى أنه أثناء دخول العنب والخوخ وجميع أشجار الفاكهة متساقطة الأوراق أو المستديمة، مرحلة التزهير والتوريق والعقد، تكون البراعم الزهرية والورقية التي ستتكشف في العام التالي، آخذة في التخليق، وذلك وفقا لأبحاث ودراسات حقلية ومعملية.

وفسر الباز ميكانيزم الإزهار والعقد الثمري في العنب والخوخ خصيصا، بقوله: إن البرعم في العنب يكون ثلاثي، حيث يكون حامل المحصول الرئيسي هو الأوسط في العين، بينما يكون الأيمن والأيسر ثانويان، أحدهما يحمل بعض الثمار، وثانيهما خضري تام، "وفي حالة التغيرات المناخية المفاجئة، تكون أسبقية التكشف للبرعم الذي حصل على وحداته الكافية من البرودة.

ففي الخوخ مثلا، إذا كانت الظروف المناخية طبيعية، يتكشف الزهريين أولا، حيث يكونا قد أخذا حقهما كاملا من السكون العميق، بينما يتكشف البرعم الخضري في وقت لاحق لدعم الزهرتين في عملية التغذية من خلال البناء الضوئي، وإفراز الأوكسينات المهاجرة للمجموع الجذري، فتشجعها على التكاثر والزيادة، وبالتالي تستقيم حياة النبات باستقامة حركة العصارة.

وأكد الباز أنه في حالة عدم كفاية البرعم من وحدات البرودة، فلم يدخل النبات في حالة السكون العميق، تتأكل الحراشيف، دون أن يحصل البرعمين الزهريين على وحدات البرودة المناسبة، فيسود الأوسط الخضري مثبطا البرعمين الزهريين الجانبيين، كي يقوم الخضري بعملية التمثيل الضوئي لاستكمال دورة حياة النبات.

وفي العنب، قال الدكتور عبد الباز عبد العليم إن برعم العنب ثلاثي، حيث يوجد برعم وسطي يعرف بالحامل الرئيسي للمحصول، إضافة إلى برعمين طرفيين، الأول ثانوي يحمل جزء من المحصول والثاني خضري، "فإذا حصل البرعم الرئيسي على مستحقاته في وحدات البرودة أو جزء كاف منها، يحدث له التنبيه ويسود، ويؤدي إلى تثبيط البرعمين الجانبيين، فإذا حدثت موجة صقيع مفاجئة، ومات الرئيسي، وانتهت السيادة القمية، حدث نمو لأي من الثانويين أو كلاهما، وبالتالي يتناقص المحصول.

ويحدد الباز العلاج في حالة الرش المتأخر للدورميكس للأصناف المبكرة، بضبط مواعيد وتركيز محلول الرش، حيث أنه في هذه الحالة يكون الحامل الرئيسي للمحصول قد حصل على احتياجاته كاملة أو جزء كاف منها، وبدأ تنبيهه بفعل العوامل الجوية العادية، وبالتالي يتعرض للحرق بفعل التركيز العالي من الدورميكس، فيموت الحامل الأصلي للمحصول، وبالتالي يخرج البرعمان الثانويان، أحدهما أو كلاهما، فيكون هناك تأثير سلبي على المحصول.

واختتم الباز حديثه عن الدورميكس، بضرورة استخدام المحلول في حالة تأخير رشه على الأصناف المبكرة من العنب، بتركيز يتناسب مع تنظيم تخريج البراعم، وليس بهدف التبكير.