في مداخلة بحثية وفنية بين أستاذ بحوث ومهندس زراعي على ”فيس بوك”
حوار علمي أساسه الأمانة: كيف تضمن تربية القمح منذ الإنبات لمحصول مربح؟
ـ معادلات الزنك والسليكون والآزوت والمخزون الكربوهيدراتي في عمليات تفريع القمح
ـ السليكون كبسولة شفاء للنبات ضد الإجهاد بحفظه الاتزان المائي في الخلية
ـ الإجهاد التأكسدي يستهلك المادة الجافة اللازمة لنمو التفريعات الجانبية في البنات .. والسليكون يمنع حدوثه
ـ السليكون يرفع مقاومة النبات للأمراض الفطرية مثل الأصداء وأعفان الجذور
كشف باحث في مركز بحوث الصحراء أهمية قراءة دروس الفيسيولوجيا، للتعرف على أهمية علم "أقلمة النبات"، ودوره في معالجة الإجهاد، وتكوين المخزون الكربوهيدراتي، وضبط منظومة التغذية بشكل عام، لضمان إنتاجية محصولية عالية.
وردا على نصيحة إرشادية للمهندس أيمن العدوي، وكيل الإدارة الزراعية في مركز ميت سويد ـ بالدقهلية، قال فيها إنه من الضروري استخدام سليكات البوتاسيوم في المراحل الأولى من تربية القمح لضمان التفريع المثالي، تداخل معه الدكتور أسامة أبو العيون، أستاذ ورئيس البحوث في مركز بحوث الصحراء، بهذه الرسالة العلمية على جروب "عالم المبيدات والمخصبات والتقاوي الزراعية"، وإليكم نص الحوار الذي نشره العدوي على صفحة الجروب:
السلام عليكم أعضاء الجروب الموقر
اليوم علقنا على منشور يوصي بأهميه رش سليكات البوتاسيوم للتفريع في القمح، وقوبل تعليقنا بالرفض والاستهجان.
لاحظت أن صاحب المنشور يحاول إقناعنا بشيء ما بكل أدب واحترام، وطلب تليفوني، وتفضل عليَّ بالاتصال ليلقني درسا في العلم والأدب.
ـ أولا: فوجئت بأنه أستاذ دكتور في مركز بحوث الصحراء، وتخصصه "فسيولوجيا النبات ـ وحدة فسيولوجيا وأقلمة النبات".
استرسل الدكتور يشرح لي معنى الإجهاد، وماذا يحدث لو تعرض النبات لإجهاد وقت التفريع، وكيف تحل السليكا في المسافات البينيه في الخلايا.
ـ كلام عمري ماسمعت عنه من أي أستاذ قبل كده.
ـ كمان الدكتور له أبحاث في هذا الاتجاه لعدة محاصيل.
والحقيقه أنا بقيت مكسوف من نفسي جدا أمام علم واحترام هذا الرجل العالم، وبقيت مش عارف أعتذر له ازاي، وطلبت منه أن يعلمنا، فقال إن المشكلة في "النظر": "مش باقدر اكتب.. فقلتله فيدوهات يادكتور وأرجوك تعلمنا".
إنه الأستاذ الدكتور أسامة أبو العيون
والحقيقة، إن ما ذكره الدكتور فوق ما تعلمنا وأكبر بكتير.
أولا أتمنى أن يقبل اعتذاري وأن يتفضل علينا ويعلمنا من علمه، وأكيد هيفرق معانا كتير اننا نتعلم "يعني إيه فسيولوجيا نبات".
كل التحية والتقدير للأستاذ الفاضل صاحب الخلق الكريم الدكتور أسامة أبو العيون، الاستاذ بمعهد بحوث الصحراء ـ "وحدة أقلمة النبات".
وليسمح لي بنشر جزء من رده بخصوص هذا الموضوع:
بداية أشكر اهتمام كل الناس، وكلكم قامات، لكن هناك تخصص معروف وهو أحد فروع علم فسيولوجيا الإجهاد الذي يتعرض له النبات اسمه "أقلمة النبات stress physiology، ومن أهم مفاهيمه أنه عندما يتعرض النبات لأى إجهاد يكون للنبات رد فعل يطلق عليه "الشد"، أو strain و"الشد" إما يكون مرنا، elastic strai وهذا النوع من الاستجابة يبذل فيه النبات جزءا من الطاقة الممثلة في المخزون الكربوهيدراتي، فيقوم النبات بتجزئتها ويسكنها في السيتوبلازم لمقاومة أي نوع من الإجهاد، وهذا المخزون يطلق عليه اسم metabolic pool .
أي أنه عند تعرض النبات لأي إجهاد، يبدأ الاستفادة من المادة الجافة لمقاومته، حتى يصل إلى إحدة مرحلتين: إما إزالة الإجهاد، أو الموت لاستنفاذ المادة الجافة.
دى فكرة مبسطة جدا عن الإقلمة، ونأتي إلى مسألة التفريع في القمح، حيث وجد أن التفريع يتم من قاعدة البراعم الموجودة في منطقة التاج، وهي من منطقة اتصال الجذر بالساق التي يكون فيها المخزون الكربوهيدراتي، وهو الذي يعطي النموات الجانبية، وهذه المرحلة من المراحل الحرجة في حياة القمح، وتعتمد على كفاءة المخزون الكربوهيدراتي.
هذة المرحلة تتأثر بعدد من العوامل، منها الكثافة الضوئية، ولذلك فإن ميعاد الزراعة المناسب لكل منطقة أمر مهم للغاية، لأنها تحدد كفاءة عملية البناء الضوئي المسئولة عن تكوين المادة الجافة من خلال تفاعل الضوء والظلام الذى يتم فية تثبيت ثاني أكسيد الكربون و تحوليه إلى مركبات كربوهيدراتية، ومن هنا يتضح دور المغذيات في تجهيز الأرض، خاصة من المادة عضوية التي توفر العديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات فى عمليات التمثيل الغذائي.
السوبر فوسفات مهم لهذه المرحلة الحرجة، حيث يدفع عنصر الفوسفور لإتمام عملية البناء الضوئي، التي تعتبر العنصر الأهم في خروج النموات الجانبية، ولذلك لابد من إضافة الآزوت أيضا، لأنه مكون أساسي لأي بروتين (الكلوروفيل والانزيمات والهرمونات النباتية) وأيضا الزنك والمنجنيز بشكل أساسي، حيث يفيد الزنك كمساعد لجميع الإنزيمات التي تدخل في بناء وتمثيل الكربوهيدرات التي يحتاجها النبات لخروج النموات الجانبية.
ولان المرحلة دى حرجة فإن جميع الإجهادات من عطش او زيادة ماء تؤدى إلى اهم اجهاد اسمه اجهاد تأكسدي، بيستهلك المادة الجافة اللازمة للقنوات الجانبية.
والتفريع كمرحلة تستمر أكثر من شهر وهي محددة للإنتاجية، ومن هنا تأتي أهمية عنصر السليكون الذى يلعب ككبسولة الشفاء فى عمل الاتزان المائي للخلية ولا ينتج الإجهاد التأكسدي، لأنه زود الماء المرتبط فبالتالي يوفر المادة الجافة اللازمة للنمو، بل يزيد من كفاءة النموات الجانبية والتفريع.
علاة على أن السيليكون يعطي مقاومة للامراض الفطرية بشكل فزيائي وكيميائي فيجعل النبات أو الصنف مقاوم للأصداء حتى أعفان الجذور، مع ملاحظة إنى بالفعل بحاول أختصر كثير جدا ويارب تكون الفكرة وصلت.
مع ملاحظة أخرى إن السيليكا ليست مصدر البوتاسيوم، فـ "سيليكات البوتاسيوم" أحد صور السيليكون
شكرا جزيلا لكم
د أسامة أبو العيون
مركز بحوث الصحراء وحدة فسيولوجيا وأقلمة النبات
