الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 04:17 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تحت عنوان ” تحسين مستوى معيشة صغار المزارعين ”

بحوث الصحراء ينظم ورشة عمل حول الإستخدام الأمثل لنظم الزراعة الملحية فى سيناء

مركز بحوث الصحراء
مركز بحوث الصحراء

ينظم، اليوم الثلاثاء، مركز التميز المصرى للزراعة الملحية التابع لمركز بحوث الصحراء بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ورشة العمل الختامية الخاصة بالمشروع المصرى التونسى المشترك تحت عنوان «تحسين مستوى معيشة صغار المزارعين من خلال الاستخدام الأمثل لنظم الزراعة الملحية في سيناء».

وقال الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس المركز ، الثلاثاء، إن مصر بها نسبة كبيرة من أراضيها تصل إلى 90% من أراضٍ صحراوية تصنف من الأراضى الهامشية التي تتسم بدرجات مختلفة من الملوحة وندرة المياه العذبة ووجود المياه الجوفية المالحة.

وأوضح أن ما تشهده الدولة من فكر متطور في كل المجالات والقطاعات، لاسيما قطاع الزراعة، يعد نهجا جديدا توليه القيادة السياسية اهتماما زائدا في قطاع الأمن الغذائى كركيزة للأمن القومى المصرى وليس أدل على ذلك من المشروعات القومية المهمة، مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان، ومشروع الصوب الزراعية، وهى مشروعات يتم تنفيذها بالمناطق الصحراوية، فضلا عما أبرمته الدولة من شراكات مختلفة مع المنظمات الدولية، مثل الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد» والبنك الدولى وجميعها مشروعات تهدف إلى معالجة المعضلات التي تجابه المتطلبات الحيوية لقاطنى المناطق الصحراوية والبيئات الهامشية.

وأضاف مصيلحي أن 25% من الأراضى المنزرعة في منطقة دلتا وادى النيل تعانى من مشكلة ملوحة التربة، مما يجعل التوسع في استصلاح وزراعة أراضى أقل كفاءة، مثل الأراضى الملحية، ضرورة مُلحة وضرورية في الوقت الراهن.

وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء أن الدولة بدأت بالفعل في الاتجاه لتنفيذ بعض مشروعاتها التنموية العملاقة من خلال استخدام موارد الأراضى والمياه الهامشية المتاحة، وذلك من أجل تلبية الطلب المتزايد على الغذاء والطاقة والمياه العذبة للأعداد السكانية المتزايدة.

وشدد مصيلحي على أن تنمية القطاع النباتى والتوسع في زراعة النباتات الملحية ذات العائد الاقتصادى وكذلك قطاع الثروة الحيوانية والمراعي الطبيعية أصبح من الضرورة الاهتمام بها في المناطق الصحراوية الهامشية للنهوض بالحالة الاقتصادية والاجتماعية لسكان هذه المناطق.

وأشار إلى أن استخدام واستغلال الموارد الطبيعية المتاحة (التربة المالحة والمياه العادمة والنباتات الملحية) والاهتمام بالنباتات والمحاصيل العلفية ومحاصيل الحبوب المتحملة للملوحة والجفاف يعد نوعا مهما من الأفكار غير التقليدية التى يجب أن ننهجها في الفترة الحالية، وذلك لرفع القدرة المعيشية لقاطنى المناطق الصحراوية وتقليل الهوة السحيقة لمتطلبات المعيشة وأيضا رفع القدرة الإنتاجية للموارد الطبيعية لإحداث تنمية مستدامة حقيقية.

ومن جانبه، قال الدكتور حسن الشاعر، رئيس مركز التميز المصري للزراعة الملحية، إن ورشة العمل تهدف إلى أهمية الزراعة الملحية ودورها الفاعل في إحداث تنمية مستدامة حقيقية لقاطنى المناطق الهامشية، لاسيما أن الموارد الطبيعية (الموارد الماىية والأرضية والنباتية والحيوانية) بالمناطق الصحراوية بمصر تشهد تأثرا واضحا بسبب تأثير الظروف البيئية، مما أدى إلى تقلص التنوع الحيوى وانتشار ظاهرة التصحر وزيادة المناطق المتأثرة بالملوحة، فضلا عن النظام البيئى الهش بهذه المناطق وهى جميعها عوامل تفرض تغيرا في الفكر التنموى الخاص بهذه المناطق والذى ينبغى أن يكون مبنيا على إيجاد حلول غير تقليدية لهذه المعوقات.

وأضاف الشاعر أن التنمية الزراعية المتكاملة وخاصة في شبه جزيرة سيناء، تعد من المتطلبات الضرورية للمشاركة في قطار التنمية الشاملة بجمهورية مصر العربية والتي يستوجب على صانعى ومتخذى القرار في الدولة النهوض بهذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية.

وتعتبر محافظة شمال سيناء من المناطق الواعدة للاستثمار الزراعي والتصنيع الزراعى، خاصة أنها تتميز بتوافر موارد مائية جيدة، مثل ترعة السلام والمياه الجوفية والأمطار.

وأوضح رئيس مركز التميز المصري للزراعة الملحية أن الملوحة تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه التنمية الزراعية في هذه المنطقة.

ويعانى المزراعون بها من مشاكل عديدة، منها ارتفاع ملوحة وقلوية التربة بسبب عدم توفر أساليب الري والصرف المناسبة، ونقص الأعلاف الحيوانية، وبالتالى تدنى إنتاجية الحيوانات، وتدنى المعرفة والخبرات بالنظم الزراعية والإدارة المزرعية المثلى وبرعاية الحيوانات وإنتاج الألبان وتصنيعها، ونقص الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للأسرة.

وأشار الشاعر إلى أن مركز بحوث الصحراء ممثلا في المركز المصرى للزراعات الملحية بالاشتراك مع كثير من المنظمات الدولية، قام بتنفيذ عديد من المشروعات التنموية والبحثية التى استهدفت في المقام الأول إدخال بعض النباتات الاستراتيجية غير التقليدية المتحملة للملوحة، مثل النباتات العلفية ونباتات الحبوب والزيوت والنباتات الطبية والعطرية وزراعتها في الأراضى المتأثرة بالملوحة في صحاري جمهورية مصر العربية والتى بدأ تنفيذها في شبه جزيرة سيناء، ثم امتدت إلى باقي المحافظات الصحراوية .

وشدد رئيس مركز التميز المصري للزراعات الملحية على تحسين الحالة الغذائية للقطعان الحيوانية بالمناطق الصحراوية والهامشية المتأثرة بالملوحة ورفع إنتاجية الحيوان ونشر الوعي الصحي من خلال القوافل البيطرية، بالإضافة إلى تدريب المرأة الريفية في مجال تصنيع منتجات اللحوم والألبان والألياف الحيوانية والعمل على توفير الغذاء الآمن والصحى في المناطق الهامشية.