الدليل الكامل لتربية النعام والإيمو وتحقيق أعلى الأرباح

أوضح الدكتور محمد حامد عاشور، باحث أول في رعاية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، مركز البحوث الزراعية، أن النعام والإيمو طائران رعويان ينتميان لمجموعة الراتيتس Ratites، وهي أكبر الطيور الداجنة على وجه الأرض. وقد بدأت تربية هذين الطائرين في الأسر لإنتاج اللحم والجلد والريش، بالإضافة إلى منتجات ثانوية مثل زيت الغدة النخامية، مع هيمنة جنوب إفريقيا على سوق منتجات النعام عالميًا قبل توسع الإنتاج في أوروبا وشمال أمريكا منتصف الثمانينيات. إلا أن محدودية التسويق آنذاك أدت إلى تراجع بعض المزارع لاحقًا.

الفروق بين النعام والإيمو

يصل وزن النعام البالغ إلى 150 كجم، وينتج بين 20 و40 بيضة سنويًا، بمتوسط وزن بيضة 1.25 كجم ولون أبيض مشابه للبيض التقليدي. بينما يبلغ وزن الإيمو نصف وزن النعام تقريبًا، مع معدل إنتاج بيض مماثل تقريبًا ووزن بيضة 600 جم ولون أرجواني، ويتميز الإيمو بسهولة التربية والتعامل مقارنة بالنعام.

التركيب التشريحي والهضمي

يختلف الجهاز الهضمي للنعام عن الدواجن التقليدية؛ إذ لا يحتوي على حوصلة، وتستغرق عملية مرور الغذاء فيه حوالي 40 ساعة، ما يمكنه من هضم الألياف الخشنة بكفاءة عالية. أما الإيمو فيشبه الجهاز الهضمي للدواجن الأخرى، مع مدة مرور غذاء 5-6 ساعات، وقدرته على هضم الألياف أقل من النعام لكنه أفضل من الدواجن التقليدية.

التغذية المثلى للنعام والإيمو

يجب أن تتراوح نسبة البروتين في أعلاف النعام بين 15-23%، مع ألياف 6-15% وطاقة 2650-2750 ك.ك/كجم، بينما يمكن تخفيض الطاقة أحيانًا إلى 2300 ك.ك/كجم، ما يتيح للنعام استيعاب المزيد من الطاقة من الألياف مقارنة بالدواجن التقليدية. ويجب الانتباه إلى توفير فيتامين هـ والسيلينيوم لمنع مشاكل الأقدام.

التربية الاقتصادية

من المهم أن يصل وزن كتاكيت النعام إلى 1 كجم عند عمر أسبوع، ثم 3 كجم عند عمر 4 أسابيع، مع تقديم الأعلاف الخضراء بحرية بعد الأسبوع الرابع. عند بلوغ 6 أسابيع، تقل نسبة البروتين إلى 13-15% مع طاقة 2700-2800 ك.ك/كجم، ويمكن استخدام أعلاف تحتوي على ألياف تصل إلى 20% للنعام، بينما يجب أن لا تتجاوز الألياف 10-15% للإيمو. كما يُنصح بتقديم الحصى مرة أسبوعيًا لتسهيل طحن العلف.

مشاكل شائعة وحلول عملية

يعاني مربو النعام والإيمو من عدة تحديات أبرزها:

1. صعوبة الحصول على كتاكيت وأعلاف عالية الجودة وخالية من الأمراض.

2. عدم وجود إحصاءات دقيقة للمنتجات والفرص التسويقية.

3. تعقيد الإجراءات والتراخيص للمشاريع الجديدة.

4. محدودية فرص التسويق للمبتدئين، ما يعرقل نمو رؤوس الأموال.

الحل العملي يكمن في تسهيل تسجيل المشاريع الرسمية مهما كان حجمها، وتوفير الرقابة للتطوير والتحسين داخل المنشأة، مما يفتح المجال للتنافس وتسويق أفضل وزيادة فرص التنمية الاقتصادية.