النعام الأسود الإفريقي يتصدر تربية الطيور عالميًا

أوضحت الدكتورة شيرين جبر عبد الرازق، الباحثة بقسم تربية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، بمركز البحوث الزراعية، أن طائر النعام يُعد أضخم طائر على سطح الأرض، ورغم عدم قدرته على الطيران، إلا أنه يتميز بسرعته الفائقة في العدو، ما جعله محل اهتمام في مجالات التربية والإنتاج الحيواني.
وسمّاه العرب قديمًا بـ"الطائر الجمل" نظرًا لضخامة جسمه وطول عنقه وقدرته الكبيرة على التكيف مع البيئات الصحراوية وشبه الصحراوية. وهو طائر رعوي في المقام الأول، يصنف ضمن فئة الحيوانات آكلة العشب، ما يجعله مشروعًا منخفض التكلفة نسبيًا مقارنة بالعائد الضخم الذي يحققه.
النعام: مشروع حيواني واعد بإنتاجية عالية
أشارت د. شيرين إلى أن مشروع تربية النعام يُعد من أنجح مشروعات الإنتاج الحيواني حاليًا، نظرًا لعدة عوامل أبرزها:
ارتفاع طاقته الإنتاجية من اللحوم.
القيمة الاقتصادية المرتفعة للحوم النعام مقارنة بالطيور الأخرى.
تنوع مصادر الربح من النعام، إذ لا يقتصر على اللحوم فقط، بل يشمل الريش، الجلود، الدهون، وحتى البيض.
أنواع النعام الإفريقي.. والتوجه المصري
يتوافر حاليًا ثلاثة أنواع رئيسية من النعام الإفريقي، إلا أن مصر تتجه لتربية نوع واحد فقط:
1. النعام ذو الرقبة الحمراء: صغير الحجم، شرس الطبع، قليل إنتاج البيض، صعب التربية.
2. النعام ذو الرقبة الزرقاء: ضخم الحجم، ضعيف الأرجل، لا يُربى في مصر لصعوبة التعامل مع جلده ومشاكل الأرجل.
3. النعام الأسود الإفريقي: النوع المعتمد في مصر، يمتاز بطباع هادئة، إنتاج بيض غزير (60–80 بيضة في الموسم)، جودة ريش عالية، وجلده سميك.
لحم النعام.. غذاء صحي وبديل مثالي للحوم الحمراء
لحم النعام يُعد من أفخر اللحوم عالميًا، ويمتاز بعدة مزايا صحية واقتصادية:
منخفض الدهون بنسبة تصل إلى 1% فقط، وخالٍ تقريبًا من الكولسترول.
غني بالبروتين والحديد، وسهل الهضم، مما يجعله مناسبًا للأنظمة الغذائية الصحية.
يمكن حفظه لفترات طويلة لافتقاره للدهون التي تسبب فساد اللحوم.
يُستخدم في المطاعم الفاخرة نظرًا لمذاقه الفريد وندرته.
النعام.. "الدجاجة التي تبيض ذهبًا"
تربية النعام لا تقتصر على اللحوم فقط، بل تمتد إلى مجموعة منتجات اقتصادية:
الجلود: قوية ومتينة، تُستخدم في صناعة الحقائب والأحذية الفاخرة.
الريش: يُستعمل في الزينة، والملابس، وبعض الصناعات الدقيقة.
زيت النعام: يدخل في إنتاج مستحضرات التجميل والأدوية والمراهم.
البيض: يُستخدم في الطهي والتزيين وصناعة التحف.
المخلفات: تُستغل كسماد عضوي طبيعي.
شروط أساسية لإنشاء مزرعة نعام ناجحة
لضمان نجاح مشروع تربية النعام، يجب توافر مجموعة من الاشتراطات الفنية:
موقع بعيد عن مزارع الدواجن والضوضاء، ويفضل أن يكون في مناطق صحراوية ذات تربة رملية.
وجود سور خارجي بارتفاع 3–4 أمتار، وسور داخلي لا يقل عن مترين.
مصدر دائم للمياه النظيفة، ومظلات لتقليل درجات الحرارة.
مراعاة تصميم المزرعة باتجاه حركة واحدة للعمال لتقليل العدوى.
توفير ملاعب ومساحات كافية لحركة النعام حسب أعمارها.
وجود غرف مخصصة للتفريخ والعزل والتغذية، ومخازن أعلاف بمواصفات فنية دقيقة.
معلومات ذهبية لنجاح مشروع تربية النعام
يعيش النعام حتى 80 عامًا، وتبدأ الأنثى في الإنتاج عند عمر عامين، والذكر عند ثلاثة أعوام.
يستهلك الفرخ حتى التسويق حوالي 300 كجم علف، ويصل وزنه إلى 110 كجم خلال 10–12 شهرًا.
النعامة الواحدة تنتج حتى 80 بيضة بالموسم الثالث.
التغذية تعتمد على الذرة، كسب فول الصويا، نخالة القمح، دريس البرسيم، ومركزات معدنية.
النعام يتحمل درجات حرارة تصل إلى 50 مئوية، مما يجعله مناسبًا للمناخ المصري.
ينصح بدراسة السوق قبل البدء، مع خطة تسويقية تستهدف المطاعم الراقية والفنادق، وتوفير إشراف بيطري دائم.
الختام: النعام.. مشروع المستقبل في الإنتاج الحيواني
في ظل ارتفاع أسعار اللحوم وتزايد الطلب على المنتجات الصحية، يُعد لحم النعام بديلًا مثاليًا، ليس فقط لغناه الغذائي، بل لعوائده الاقتصادية المتعددة. ومع توفر البيئة المناسبة والمناخ الداعم في مصر، تصبح تربية النعام فرصة استثمارية حقيقية يجب التوجه نحوها بجدية.