أستاذ زراعة يكشف كارثة بسبب التسميد الخاطئ

حذر الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد البساتين بكلية الزراعة، جامعة قناة السويس، من خطأ خطير يتكرر في عدد من المزارع خلال الموسم الحالي، يتمثل في الإفراط باستخدام الأسمدة، خاصة النيتروجينية، وهو ما يؤدي إلى نتائج كارثية على صحة الأشجار.
التسميد المفرط... خطأ شائع يهدد الإنتاج
أوضح الدكتور جمعة أن الكثير من المزارعين يقعون في فخ الاعتقاد بأن زيادة التسميد تؤدي إلى نمو أسرع وإنتاج أوفر، إلا أن الإفراط في استخدام العناصر الغذائية، خاصة النيتروجين، يؤدي إلى ظهور تكتلات خضرية وزهرية غير طبيعية على الأشجار، ما يعكس خللًا كبيرًا في العمليات الفسيولوجية.
وأكد أن تجاوز الحد المسموح به لأي عنصر غذائي يتسبب في تعطيل امتصاص العناصر الأخرى، لا سيما تلك التي تحمل نفس الشحنة، ما يؤثر سلبًا على النمو العام والإزهار، وبالتالي على الإنتاجية وجودة الثمار.
اختلال التوازن الغذائي... كيف يؤثر على الشجرة؟
بحسب أستاذ البساتين، فإن كل عنصر غذائي يحتاجه النبات يلعب دورًا محددًا في دورة حياته، وزيادة أحدها على حساب الآخر لا يسرّع النمو كما يُشاع، بل يخلق نوعًا من الفوضى الداخلية داخل أنسجة النبات.
وشدد على أهمية التوازن الغذائي في برامج التسميد، بحيث يحصل النبات على العناصر الضرورية في الوقت المناسب وبالكميات الدقيقة.
إجراءات التصحيح... خطوات عاجلة للحد من الأضرار
في حال ظهور التكتلات الخضرية أو الزهرية غير الطبيعية، أوصى الدكتور جمعة بعدد من الإجراءات التصحيحية العاجلة، أبرزها:
تقليم الأجزاء المصابة والتخلص منها بالحرق خارج المزرعة.
إزالة جزء من الخشب السليم المرتبط بالمنطقة المصابة، مهما بلغ طوله.
وقف التسميد النيتروجيني فورًا خلال تلك الفترة لتقليل التأثيرات السلبية.
وأشار إلى أن استخدام مركبات التحجيم المغذية خلال شهر سبتمبر يسهم بفاعلية في إعادة ضبط العمليات الفسيولوجية داخل النبات، وتحقيق توازن غذائي يعزز من مقاومة الأشجار وتماسكها.
الري المدروس والتسميد الذكي... معادلة النجاح
فيما يتعلق بأسلوبه الخاص في الري والتسميد، كشف الدكتور علاء جمعة عن اتباعه سياسة تقوم على تجويع الأشجار جزئيًا قبل التسميد، حيث يتم تزويدها بثلاثة أرباع الجرعة المقررة سنويًا بناءً على حالتها الصحية.
وأضاف أن الري لا يتم إلا بعد وصول النبات إلى حد العطش، مع الحرص على إبعاد خراطيم الري عن جذوع الأشجار حتى نهاية فترة النمو الخضري.
وأوضح أن هذه التقنية تساهم في تحفيز الجذور على الامتداد بحثًا عن الماء، ما ينعكس بشكل إيجابي على قوة الأشجار وجودة الإثمار.