الأرض
الجمعة 12 سبتمبر 2025 مـ 04:05 مـ 19 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

البانكو ينافس الأعلاف التقليدية في تغذية الطيور

زراعة البانكو
زراعة البانكو

بدأ عدد متزايد من المزارعين، خاصة في محافظات الصعيد، يعيدون تشكيل خريطة الزراعة من خلال التوجّه إلى محاصيل بديلة تُحقق أرباحًا مجزية بتكاليف إنتاج أقل، من أبرزها نبات "البانكو"، الذي يشهد انتشارًا متسارعًا في الأسواق الزراعية مؤخرًا، بفضل استخدامه المتزايد كغذاء رئيسي للطيور.

هذا التحول في النمط الزراعي لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة المعادلة الصعبة التي وفّرها "البانكو": أرباح مرتفعة + تكلفة منخفضة + دورة زراعية قصيرة. وقد تزايد الإقبال عليه بشكل ملحوظ في مناطق مثل غرب محافظة المنيا، وبعض مراكز أسيوط، ومناطق من غرب الفشن بمحافظة بني سويف، ليصبح أحد المحاصيل المرشحة بقوة لتغيير وجه الزراعة الموسمية في مصر.

لماذا البانكو؟.. مزايا جعلته الخيار المفضل للمزارعين

قال الدكتور محمد علي فهيم مدير مركز معلومات تغير المناخ، إن زراعة البانكو تمثل حلًا ذكيًا للمزارعين الذين يبحثون عن محصول سريع الدورة، يمكن زراعته بين نهاية العروة الصيفية وبداية العروة الشتوية أو النيلية، وهي فترة قصيرة لا تناسب المحاصيل التقليدية التي تحتاج إلى وقت طويل.

ومن أبرز الأسباب التي جعلت زراعة "البانكو" خيارًا استراتيجيًا:

دورة زراعية قصيرة لا تتجاوز 70–75 يومًا، ما يسمح بزراعته بين موسمين دون التأثير على المحاصيل الأساسية.

تكاليف منخفضة جدًا، حيث لا يتطلب سوى نحو 20 كجم من التقاوي، وكمية بسيطة من الأسمدة.

عدد محدود من الريات لا يتجاوز 5 مرات طوال دورة الزراعة.

إنتاجية عالية، حيث يُنتج الفدان الواحد نحو طن، يُباع بسعر يتراوح بين 40 إلى 50 ألف جنيه.

مرونة زراعية، إذ يُزرع في معظم أنواع الأراضي، باستثناء شديدة الملوحة.

طلب مرتفع في السوق المحلية، نظرًا لاستخدامه كحبوب لتغذية الطيور.

عدم تعارضه مع المحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة أو فول الصويا، ما يجعله خيارًا مكملاً لا بديلاً.

زراعة مربحة.. وحصاد سهل

أوضح فهيم أن زراعة البانكو لا تتطلب معدات أو خبرات استثنائية، حيث يمكن زراعته بطريقة مشابهة للقمح، في أحواض منظمة، ويبدأ الموسم الأفضل له في أواخر يونيو وطوال يوليو، مع إمكانية الزراعة المبكرة في النصف الثاني من مايو لزيادة الإنتاجية.

أما الحصاد، فيتم باستخدام نفس آلات حصاد القمح مع تعديل بسيط في "المصافي" لتتناسب مع حجم الحبوب، ويتميز المحصول بتحمّله لنسب ملوحة معتدلة، مما يتيح زراعته في أراضٍ لم تكن مستغلة من قبل.

ما بعد الحصاد.. التربة تحتاج إلى إنعاش

بعد حصاد البانكو، يُنصح بألا تُترك الأرض دون تجهيز، بل يجب القيام بـحرثة عميقة متعامدة مع إضافة أسمدة تنشيطية مثل سلفات النشادر، استعدادًا للمحصول التالي، مما يساهم في الحفاظ على خصوبة التربة وزيادة الإنتاج في المواسم المقبلة.

"البانكو".. استثمار ذكي في زمن التحديات الزراعية

في ظل التحديات المناخية وارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج، تظهر زراعة "البانكو" كأحد الحلول العملية والذكية للمزارعين الذين يبحثون عن أرباح سريعة دون مجازفة كبيرة. فهو لا ينافس المحاصيل الاستراتيجية، ويعتمد على موارد قليلة، ويُلبي احتياجات سوق مزدهر في تجارة الطيور، ما يجعله خيارًا واعدًا في مستقبل الزراعة المصرية.