الأرض
الإثنين 8 سبتمبر 2025 مـ 11:59 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أسباب ارتفاع إنتاج التمور المصرية إلى 24 مليون نخلة

تحقق مصر نقلة نوعية في قطاع التمور، مدفوعة بطفرة إنتاجية وتوسّع في الأسواق التصديرية، مما يعكس الأهمية الاقتصادية المتزايدة للنخيل كأحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في البلاد.

24 مليون نخلة في مصر.. وطفرة في الإنتاج والتصدير

أكد الدكتور عزالدين العباسي، مدير المعمل المركزي لبحوث النخيل، أن أعداد نخيل التمر في مصر ارتفعت إلى 24 مليون نخلة، بينها 20 مليون نخلة مثمرة، تُنتج نحو 2 مليون طن سنويًا، مما يعزز مكانة مصر كقوة إنتاجية في هذا القطاع الحيوي.

وأشار العباسي إلى أن مصر حققت قفزة نوعية على صعيد التصدير، حيث تقدمت من المركز الثالث عشر إلى المركز الخامس عالميًا، بعد أن كانت في المرتبة الثامنة، وهو ما يعكس تصاعد الطلب العالمي على التمور المصرية.

أصناف حديثة وزراعات استراتيجية تقود النمو

وأوضح أن زراعة أصناف التمور الفاخرة مثل المجدول والبرحي في مزارع توشكى، وغرب المنيا، وسيوة، والفرافرة، وسيناء، لعبت دورًا محوريًا في تحقيق هذه الزيادة اللافتة في الإنتاج وجودة الثمار.

قفزة في عائدات التصدير.. و108 ملايين دولار في 2024

بلغت صادرات مصر من التمور – سواء الطازجة أو المصنعة – خلال عام 2024 نحو 88 ألف طن، بإجمالي قيمة 108 ملايين دولار، مما يعكس النمو الكبير في القيمة المضافة لهذا المنتج الزراعي.

وحققت صادرات التمور الطازجة وحدها 72 ألف طن، لتحتل المرتبة الثامنة في قائمة الصادرات الزراعية، بينما بلغت صادرات التمور المصنعة 16 ألف طن.

زيادة الطلب العالمي على التمور المصرية

تتزايد شهية الأسواق الدولية للتمور المصرية، بفضل جودتها العالية وتنوع أصنافها. وتشير المؤشرات إلى وجود إقبال متنامٍ على التمور الطازجة، خصوصًا من الأسواق العربية والآسيوية.

وتمثل التمور جزءًا من قصة نجاح أوسع في القطاع الزراعي المصري، حيث سجلت الصادرات الزراعية من سبتمبر 2024 حتى أبريل 2025 زيادة بنسبة 10%، لتصل إلى 4.9 مليون طن بقيمة 3.2 مليار دولار، مقارنة بـ2.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق.

قيمة اقتصادية عالية لأصناف بعينها.. والمستهلك المصري في الصورة

أوضح العباسي أن أعلى العوائد الاقتصادية تأتي من أصناف مثل المجدول، البرحي، السيوي، والتمور الجافة، فيما تُعد أصناف مثل الزغلول، الحياني، والسماني الأقل من حيث العائد.

ويبلغ متوسط استهلاك الفرد من التمور في مصر نحو 16 كجم سنويًا، بينما نسبة الفاقد من التمور تصل إلى 15% من إجمالي الإنتاج، أي ما يعادل نحو 300 ألف طن سنويًا.

خريطة إنتاج التمور في مصر

تتصدر محافظة الوادي الجديد قائمة المحافظات المنتجة للتمور بإجمالي 5 ملايين نخلة، تليها أسوان بـ4.5 مليون نخلة، ثم الجيزة بـ2.5 مليون نخلة. وتلعب محافظات الشرقية، البحيرة، ودمياط دورًا مهمًا في إنتاج التمور لأغراض التصدير، خاصة الأصناف الجافة ونصف الجافة.

إنتاجية عالية للنخيل المصري

تتنوع إنتاجية النخلة الواحدة حسب الصنف:

التمور الطرية مثل الحياني والزغلول: 60 – 225 كجم للنخلة.

التمور الجافة: 80 – 90 كجم كمتوسط عام.

التمور نصف الجافة: 100 – 160 كجم للنخلة.

وتنتج محافظات مثل الشرقية، البحيرة، ودمياط كميات ضخمة من هذه الأنواع، ما يجعلها ركيزة أساسية في منظومة التصدير.

خلاصة: مصر على خريطة التمور العالمية

التمور لم تعد مجرد منتج زراعي محلي، بل أصبحت أحد أعمدة الاقتصاد الزراعي المصري، بفضل التوسع في زراعة الأصناف ذات الجودة العالية، وفتح أسواق تصديرية جديدة. ومع استمرار الجهود في تقليل الفاقد وتحسين التصنيع، تبدو الآفاق واعدة لمضاعفة العوائد، وتثبيت اسم مصر في صدارة الدول المصدّرة للتمور.