الصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين تهوي 53% وسط تصاعد الحرب التجارية
شهدت الصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين تراجعا حادا بنسبة 53% خلال النصف الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من 2024، في انعكاس مباشر لتصاعد التوترات التجارية بين البلدين واستمرار السياسات الحمائية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأكدت البيانات أن صادرات فول الصويا، التي تعد حجر الأساس في التجارة الزراعية بين واشنطن وبكين، انخفضت وحدها بنسبة 51%.
سفير الصين في واشنطن شي فنج، وخلال كلمة ألقاها في فعالية لصناعة فول الصويا الأمريكية، شدد على أن "السياسات الحمائية الأمريكية هي التي تقوض التعاون الزراعي"، محذرا من خطورة تسييس الزراعة وتحويلها إلى أداة في النزاع التجاري، مؤكدا أن المزارعين في كلا البلدين "مجتهدون ومتواضعون ولا ينبغي أن يدفعوا ثمن الحرب الجمركية".
الدبلوماسي الصيني أشار إلى أن الزراعة تمثل "ركيزة أساسية للتعاون الثنائي"، مبرزا أن الصين تتمتع بميزة نسبية في الإنتاج كثيف العمالة، بينما تتفوق الولايات المتحدة في السلع الزراعية واسعة النطاق بفضل أساليبها الميكانيكية المتقدمة. كما رفض شي المخاوف الأمريكية بشأن الأمن الغذائي، موضحا أن الاستثمارات الصينية لا تشكل سوى 0.03% من الأراضي الزراعية الأمريكية، واعتبر القيود المفروضة على شراء الصينيين للأراضي "تلاعبا سياسيا".
ويرى محللون أن المزارعين الأمريكيين مهددون بخسارة دائمة لحصة كبيرة من السوق الصينية، إذ تتجه بكين نحو تنويع مصادر استيرادها بالاعتماد بشكل متزايد على البرازيل، التي تمكنت من تلبية طلبات ضخمة خلال موسم التسويق الرئيسي للولايات المتحدة، ما يعزز موقعها كمنافس رئيسي في سوق فول الصويا العالمية.
