صادرات البصل المصري تبحث عن أسواق جديدة

قال هيثم السعدني، رئيس مجلس إدارة شركة السادات أجرو فروت لتصدير الحاصلات الزراعية، إنه في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتغير خريطة التصدير، تواجه صادرات البصل المصري مرحلة دقيقة تتطلب تدخلًا سريعًا لتعزيز تنافسيته، لا سيما بعد تراجع الطلب الأوروبي واستمرار غياب السوق السعودية، التي كانت تشكل أكثر من نصف حجم الصادرات.
الرهان على تعثر المنافسين
وأكد هيثم السعدني، أن صادرات البصل المصري لا تزال تعتمد بشكل كبير على تراجع إنتاجية الدول المنافسة مثل الهند وباكستان، وهو ما يفتح أمام المنتج المصري فرصًا لدخول أسواق جديدة أو تعزيز حصته في أسواق قائمة.
وأوضح السعدني أن السوق الأوروبية كانت أبرز وجهة للبصل المصري خلال الشهور الماضية بعد فقدان السوق السعودية، إلا أن الطلب بدأ يتراجع مؤخرًا، مع ترقب السوق لارتفاع محتمل في تكلفة الصادرات الهندية، وهو ما قد يدفع بعض الدول، خاصة من المنطقة العربية، لإعادة النظر في الموردين والاتجاه نحو مصر.
فجوة في الأسعار وضرورة للدعم
وأشار السعدني إلى أن البصل الهندي يُصدَّر بأسعار أقل بنحو 30% من نظيره المصري، ما يمنح الهند أفضلية في عدد من الأسواق القريبة، داعيًا الحكومة إلى توفير حوافز مباشرة للمصدرين، إلى جانب دعم المزارعين بتقليل تكلفة مدخلات الإنتاج.
وأوضح، أن خفض أسعار البصل محليًا وبالتالي تعزيز تنافسيته خارجيًا، حيث يبلغ سعر الكيلو في السوق المحلي نحو 15 جنيهًا، في حين تقل أسعار بعض المنتجات المنافسة عن ذلك.
موسم مستمر وفرص قائمة
السعدني لفت إلى أن موسم تصدير البصل المصري يمتد على مدار العام، ما يمنح المزارعين والمصدرين فرصة لتصريف الفائض من الإنتاج المحلي، كما توقع أن تشهد الأسعار العالمية ارتفاعًا خلال الفترة المقبلة نتيجة تراجع إنتاج بعض الدول، وفي مقدمتها الهند.
وأضاف أن صادرات البصل المصري قد تستعيد زخمها في حال ارتفاع تكلفة البصل الهندي، وهو سيناريو مرجح في ظل الظروف المناخية والتكاليف التصاعدية التي تواجهها نيودلهي، مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه تعزيز فرص المنتج المصري في الأسواق الخارجية.
2024... عام التحديات والطموحات
بحسب السعدني، بلغت صادرات البصل المصري خلال عام 2024 نحو 320 ألف طن، وتسعى الحكومة لمضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2026، رغم استمرار تعليق التصدير إلى السعودية، التي كانت تستورد أكثر من نصف الإنتاج المصدر.
أرقام تؤكد النمو الزراعي
وبحسب بيانات وزارة الزراعة، حققت الصادرات الزراعية المصرية نموًا بنسبة 10.2% منذ بداية العام وحتى الأسبوع الأول من أغسطس، مسجلة 6.5 مليون طن مقابل 5.9 مليون طن في نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة 600 ألف طن.
وتصدّرت الموالح قائمة الصادرات بواقع 1.9 مليون طن، تلتها البطاطس بـ1.3 مليون طن، ثم البصل بـ240 ألف طن، والفاصوليا بـ202 ألف طن، والعنب بـ170 ألف طن، إلى جانب محاصيل أخرى شملت البطاطا، والطماطم، والثوم، والفراولة، والمانجو، والجوافة، والرمان.
آمال على انفراجة سعودية قريبة
من جانبه قال محمود شمس الدين، مسؤول الحجر الزراعي بشركة جودة لتصدير الحاصلات، إن السوق الأوروبية لعبت دور المنقذ خلال الموسم الحالي بعد توقف السعودية عن الاستيراد.
وأشار إلى أن القاهرة كانت قد فرضت حظرًا على تصدير البصل نهاية عام 2023 لمدة ستة أشهر عقب ارتفاع سعر الكيلو محليًا إلى ما بين 40 و50 جنيهًا، مما دفع الرياض لزيادة زراعته محليًا والاعتماد على واردات من أسواق بديلة.
وأضاف أن السوق الأوروبية أوقفت استيراد البصل المصري في 30 يونيو الماضي نتيجة تراجع جودة المنتج، ما دفع الشركات المصرية للبحث عن وجهات بديلة في دول الخليج مثل الكويت والإمارات، إضافة إلى بعض الدول الأفريقية.
توقف مؤقت ومفاوضات مستمرة
وكانت الحكومة المصرية قد أوقفت تصدير البصل في أكتوبر 2023، قبل أن تستأنفه مطلع أبريل 2024 لفترة قصيرة شملت تصديرًا محدودًا إلى السعودية، إلا أن التصدير توقف مجددًا، رغم استمرار المفاوضات بين البلدين لإعادة فتح السوق.
وتشير التوقعات إلى إمكانية إعادة فتح السوق السعودية قبل نهاية العام الحالي، مع انتهاء الموسم الهندي وارتفاع تكاليف الإنتاج هناك، وهو ما قد يدفع نيودلهي لفرض قيود على تصدير البصل للحفاظ على استقرار أسعاره محليًا.