الأرض
الأربعاء 31 ديسمبر 2025 مـ 03:00 مـ 11 رجب 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

موسم إسبانيا الزراعي يواجه نقص الليمون والكاكي

يواجه قطاع الفواكه والخضراوات في إسبانيا ضغوطا متزايدة مع تراجع الإنتاج وارتفاع التكاليف وتصاعد المنافسة الخارجية، ما يضع النموذج التجاري الحالي أمام تحديات غير مسبوقة، بحسب تقييمات صادرة عن مستوردين أوروبيين عاملين في السوق الإسبانية.

أزمة البيوت المحمية في ألميريا

يعاني مزارعو البيوت المحمية في ألميريا من انتشار الآفات مثل التربس والفيروسات، إلى جانب آثار التغير المناخي وتشديد القيود المفروضة على حماية المحاصيل من قبل سلاسل السوبر ماركت. وأدى هذا المزيج إلى تراجع المحاصيل والجودة في وقت ترتفع فيه التكاليف بشكل مستمر، بينما لم تعد الحماية البيولوجية وحدها كافية للسيطرة على الآفات القادمة من شمال إفريقيا، خاصة خلال فصل الخريف.

نهاية مبكرة محتملة للموسم

يرجح أن ينتهي موسم بعض المحاصيل مبكرا، وعلى رأسها الفلفل، بعد أن سجل شهر نوفمبر أداء ضعيفا مع انخفاض المعروض بشكل حاد. ورغم تحسن نسبي في ديسمبر ويناير بفعل انخفاض درجات الحرارة، فإن الخسائر لم تعد قابلة للتعويض. وفي ظل هذا التراجع، عززت دول مثل المغرب وتركيا حضورها في الأسواق الأوروبية، فيما حققت إسرائيل تقدما في أوروبا الشرقية مقابل تراجعها في أسواق أخرى.

بداية صعبة لموسم الموالح

شهد موسم الموالح الإسباني انطلاقة متعثرة، خاصة في اليوسفي، نتيجة تداخل الظروف المناخية بين الأصناف المبكرة، ما أثر على الطعم والاستقرار. وحتى أواخر نوفمبر، بقيت الكميات أقل بنحو 10% من التوقعات. في المقابل، سجلت أصناف تانجو ونادوركوت القادمة من جنوب أفريقيا أداء إيجابيا بفضل الجودة العالية والأسعار الجاذبة، وسط استثمارات مكثفة في هذه الأصناف مقارنة بمنافسين آخرين.

ضغوط على البرتقال والكاكي

تأخر طرح برتقال نافيلينا الإسباني حتى نهاية نوفمبر، بينما هيمن برتقال العصير الجنوب أفريقي على السوق في وقت سابق بأسعار منخفضة. ويسابق المنتجون الإسبان الزمن لتسويق محصولهم قبل دخول البرتقال المصري بقوة مع نهاية فبراير. في المقابل، يبرز نقص واضح في الكاكي، مع فجوة كبيرة بين أسعار التجزئة والعائد الذي يحصل عليه المزارع، ما يثير تساؤلات حول توزيع الهوامش داخل سلسلة التوريد.

تحديات لوجستية عالمية

تفاقمت التحديات بفعل اضطرابات الشحن في نصف الكرة الجنوبي، حيث أدت التوترات الجيوسياسية إلى تجاوز قناة السويس، ما تسبب في ازدحام الموانئ وتأخيرات طويلة أثرت على جودة الشحنات من جنوب أفريقيا وبيرو. وأسهمت هذه العوامل في زيادة المخاطر وعدم اليقين داخل السوق الأوروبية.

آفاق القطاع الزراعي الإسباني

تشير التقديرات إلى أن استمرار الضغوط الحالية دون إصلاحات هيكلية قد يدفع الإنتاج الزراعي إلى الانتقال نحو دول ذات تكاليف أقل وأنظمة أكثر مرونة مثل المغرب وتركيا. ويجمع الفاعلون في السوق على أن إعادة التوازن بين الزراعة والتجارة أصبحت ضرورة ملحة لضمان استدامة القطاع في إسبانيا.