جامعة الوادي تطلق أول محطة أرصاد زراعية

أعلنت كلية الزراعة بجامعة الوادي الجديد عن تدشين محطة أرصاد جوية زراعية متقدمة داخل مزرعة الكلية، لمواجهة تحديات المناخ في المناطق الصحراوية.
من الماضي إلى الحاضر: إرث علمي يتجدد
لطالما كانت البيئة الصحراوية في محافظة الوادي الجديد تمثل تحديًا أمام الباحثين والمزارعين على حد سواء، نظرًا لتقلباتها المناخية الحادة وندرة مصادر المياه. واليوم، تفتح هذه المحطة الجديدة آفاقًا رحبة أمام البحث العلمي والتطبيق الزراعي الحديث، بفضل شراكة استراتيجية بين كلية الزراعة ومركز البحوث الزراعية، وبتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF)، ضمن أحد المشاريع البحثية الطموحة.
مستقبل الزراعة يبدأ من البيانات
تتميز المحطة بقدرتها على الرصد اللحظي للظروف المناخية في بيئة الوادي الجديد، حيث تقيس درجة الحرارة، والرطوبة النسبية، وسرعة واتجاه الرياح، والإشعاع الشمسي، ونقطة الندى، إلى جانب تسجيل معدلات الأمطار أو الري. ولا تقف هذه البيانات عند حدود الرصد، بل تُستخدم لتحديد مواعيد الري المثلى، ورصد الأمراض النباتية، واختيار توقيتات الرش بدقة عالية، مما يسهم في خفض استخدام المبيدات والأسمدة وتحقيق أعلى كفاءة إنتاجية.
أثر يمتد للمجتمع والزراعة الذكية
لا تقتصر أهمية المحطة على الجانب البحثي فقط، بل تتجاوز ذلك لتخدم المجتمع الزراعي المحلي، من خلال تقديم تقارير طقس زراعي دقيقة لمزارعي واحات الوادي الجديد، ودعم توجهات التحول نحو الزراعة الدقيقة وتطبيقات "المزرعة الذكية". كما تمثل المحطة منصة تدريبية حديثة لطلاب الكلية، تتيح لهم التعرف على أحدث التقنيات في مجال رصد المناخ الزراعي وإدارة الموارد المائية.
رؤية مستقبلية لمواجهة تغير المناخ
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، تُعد هذه المحطة خطوة استراتيجية نحو تمكين الزراعة في البيئات القاحلة، ورافدًا علميًا يدعم أبحاث فسيولوجيا النبات، وسبل التكيف مع الظروف المناخية القاسية. إنها بداية مرحلة جديدة تعتمد على التكنولوجيا والمعرفة في تخطيط وإدارة الزراعة، لتتحول من زراعة تقليدية إلى منظومة ذكية قائمة على البيانات.
بهذه المبادرة، تؤكد جامعة الوادي الجديد ريادتها في تطوير البحث العلمي وخدمة المجتمع، وتُرسّخ دورها كحاضنة للابتكار الزراعي في قلب الصحراء المصرية.