خبير زراعي: الرماد حل جذري لحشيش السعد

التقت «جريدة الأرض» بالخبير الزراعي محمد أحمد محمد، أحد أقدم المزارعين بمحافظة سوهاج، والذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من خمسين عامًا في الزراعة، تحدث خلالها عن أسرار زراعة الكرنب والقرنبيط، وتجربته الطويلة مع المحاصيل المختلفة، إضافة إلى طرقه الفريدة في مكافحة الآفات الزراعية.
الكرنب.. محصول لا يخضع للمناخ
في بداية حديثه، أكد محمد أن الكرنب بمختلف أنواعه وأصنافه، من بينها: "الجنزوري، البلدي، السبيعي، الياباني، المحير، البكيني، المجمد، الربرغالي، المحسن، والشتوي"، يُعد من المحاصيل التي لا تتأثر بالتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن زراعته تستغرق نحو 70 يومًا، سواء في الشتاء أو الصيف.
وأوضح أن الأصناف الصيفية من الكرنب تُعد الأكثر ربحًا، نظراً لقلة المعروض في الأسواق خلال هذا الموسم، مما يرفع سعر الرأس الواحدة إلى ما بين 40 و50 جنيهًا، مقارنة بـ20 جنيهًا فقط خلال الشتاء.
خطوات الزراعة.. وأسرار السماد والري
عن أسلوب الزراعة والعناية بالمحصول، أشار الخبير الزراعي إلى أن الري الأول يكون بعد 3 أيام من زراعة الشتلات، ثم يتم "العزيق" لمكافحة الحشائش، يليها ريّة ثانية بعد أسبوع. أما التسميد، فيتم ثلاث مرات فقط طوال الموسم، منها واحدة مع الري باستخدام السماد، والثانية بدون، والثالثة لاحقًا حسب حاجة النبات.
وأكد أن الكرنب لا يُكلف المزارع كثيرًا، حيث إن تكلفة الزراعة الأساسية تقتصر على شراء الشتلات، ويبلغ سعر طبق الشتلات 250 جنيهًا ويحتوي على نحو 210 إلى 240 شتلة، جميعها تُزرع بنجاح نظرًا لاعتمادها على الجذع المباشر.
50 عامًا من الزراعة.. وخبرة معتمدة من الدولة
يقول محمد أحمد: "منذ نصف قرن وأنا أعيش وسط الزراعة"، موضحًا أنه حاصل على شهادة خبرة معتمدة من مديرية الزراعة بسوهاج، وأن القوات المسلحة استعانت به لتدريب المجندين على مهارات الزراعة مقابل 7 آلاف جنيه شهريًا، لثقته العالية وخبرته الممتدة في كل المحاصيل.
كما أكد مشاركته في عدد من المؤتمرات والندوات الزراعية، إلى جانب تقديمه تدريبات عملية في الحقول، تستمر ليومين، تشمل المتابعة الدقيقة للمتدربين حتى بعد انتهاء البرنامج.
تركيبة منزلية لمكافحة آفات الذرة
فيما يخص مكافحة الآفات، كشف محمد عن طريقة فريدة ابتكرها بنفسه لمكافحة دودة الحشد التي تُصيب الذرة، مؤكدًا أن المبيدات التقليدية لم تكن فعالة في أغلب الحالات، لذلك أضاف إليها مكونات طبيعية مثل الشطة الحارة والكيماوي، بعد غليها جيدًا وخلطها بالمبيد داخل "ماتور الرش".
وأوضح أن هذه التركيبة أثبتت فاعلية كبيرة، خاصة عند رشها قبل ظهور الإصابة بنحو 8 أيام، حيث تُستخدم مرة واحدة فقط حتى لا تتأثر النباتات سلبًا، موصيًا باستخدام لتر واحد من الشطة وكيلو سماد لكل 20 لتر مياه.
حشيش السعد.. العدو الخفي للنبات
وحذر محمد من "حشيش السعد"، وهو نبات ضار يشبه الحشائش لكنه يتميز بوجود بطانة تحت الأرض يصعب الوصول إليها.
وأوضح أن هذا النوع من الحشائش لا تموت عند اقتلاعها، بل تعود للنمو وتؤدي إلى قتل النبات بالكامل، مؤكدًا أن الحل الوحيد لمكافحته هو استخدام الرماد مع العزيق، لأن المبيدات لا تنجح في القضاء عليه.
خسائر الفلفل.. وحلول طبيعية بديلة للمبيدات
وعن محصول الفلفل هذا العام، أوضح الخبير الزراعي أنه تعرض لخسائر بسبب العفن وبعض الأمراض، مشيرًا إلى أن الاعتماد على المبيدات التجارية أضر المحصول.
واقترح بديلًا طبيعيًا يتمثل في استخدام "قرض السنط"، بعد غليه في الماء، مؤكدًا أنه خالٍ تمامًا من المواد السامة ويُستخدم في الطب الشعبي أيضًا لعلاج الأسنان، وقد أثبت فعالية في القضاء على العفن دون التأثير على جودة الثمار.
وختم محمد أحمد نصائحه للمزارعين بقوله: "اتبعوا التعليمات الفنية بدقة، وراقبوا الزرع يوميًا، لأن الزراعة علم ومتابعة، مش مجرد بذرة في الأرض".



