القصابون يشتكون الركود رغم وفرة اللحوم
أوضح هيثم عبد الباسط، رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة، أنه رغم التراجع التدريجي في أسعار اللحوم خلال الأسابيع الماضية، يشهد سوق اللحوم المصري حالة من الركود الملحوظ منذ عيد الأضحى المبارك وحتى الآن، وسط عزوف واضح من المستهلكين عن الشراء.
وأشار عبد الباسط إلى أن حالة الهدوء التي تسود الأسواق تعود بشكل أساسي إلى انشغال الأسر المصرية بموسم الامتحانات في المدارس والجامعات، مما انعكس سلبًا على حركة البيع والشراء.
وأوضح: "السوق حالياً يشهد هدوءاً كبيراً، والإقبال ضعيف جداً وهذا أمر طبيعي في مثل هذا التوقيت من العام، لكننا نأمل بتحسن الأوضاع مع دخول موسم الصيف وعودة الأنشطة الاجتماعية."
وفي خطوة تعيد الأمل للعاملين في القطاع، كشف عبد الباسط عن لقاء عُقد مؤخرًا مع مسؤولي وزارة الزراعة، تم خلاله الإعلان عن خطوات جادة لدعم الإنتاج الحيواني في مصر، ما يُبشّر بمرحلة أكثر استقرارًا للسوق خلال الفترة المقبلة.
ومن جانبه، أضاف الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، بأن الإنتاج المحلي من اللحوم بلغ نحو 600 ألف طن خلال العام الجاري، وهو رقم يعكس تحسنًا ملحوظًا في القطاع، نتيجة الدعم الحكومي المستمر ومشروعات تنمية الثروة الحيوانية.
وأكد سليمان أن هذا النمو في الإنتاج يرجع بالدرجة الأولى إلى نجاح المشروع القومي للبتلو، الذي أطلقته الدولة بهدف دعم صغار المربين، موضحًا أن المشروع قدّم تمويلاً ميسّرًا بفائدة لا تتجاوز 5% بالتعاون مع البنوك الوطنية، وهو ما ساهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية وزيادة المعروض في السوق.
آفاق مستقبلية واعدة... ولكن بشروط
ويؤكد الخبراء أن استمرار التحسن في سوق اللحوم مرهون بتوسيع نطاق الدعم للمربين وتكثيف الحملات الرقابية لضبط الأسواق، إلى جانب تشجيع المبادرات التي تستهدف تقليل الفاقد في الإنتاج وزيادة كفاءة سلاسل الإمداد.
في ظل هذه المعطيات، تبدو بوادر الانتعاش ممكنة في الأفق القريب، خاصة مع الدعم الحكومي المتواصل والتحركات المنتظرة لتحفيز الطلب خلال المواسم المقبلة.
