الأرض
الأربعاء 18 يونيو 2025 مـ 01:43 مـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مصر تدخل بقوة على خط تجارة التوت الأزرق العالمية.. نمو سريع وفرص واعدة

تشهد مصر صعودا ملحوظا في سوق التوت الأزرق العالمي، منتقلة من دور ثانوي إلى منافس يحظى باهتمام متزايد من الشركات الأوروبية والأمريكية. ويأتي هذا التحول في إطار جهود توسعية تتضمن مشاريع تجريبية باستخدام جينات زراعية متقدمة، وتوسيع المساحات المزروعة، وتوجيه الصادرات إلى أسواق استراتيجية مثل المملكة المتحدة.

مشاريع دولية وتجارب واعدة

أطلقت شركات إسبانية وهولندية مشاريع في مصر بالاعتماد على جينات خاصة بالتوت الأزرق، بينما تُجري شركة أمريكية حاليًا تجربة زراعية على مساحة 50 هكتارا قرب الإسكندرية، على أن يتم التوسع لاحقا بناء على نتائج هذه التجربة. كما بدأت مجموعة أخرى تجارب بجينات أسترالية منذ عام 2023.

ووفقًا لمنظمة البستنة الدولية (IBO)، فقد تم تخصيص 80 هكتارا لزراعة التوت الأزرق في مصر خلال عام 2022، إلا أن بعض الجهات تشكك في دقة هذه التقديرات، خاصة أن غالبية المشاريع الحالية صغيرة الحجم (أقل من 8 هكتارات)، وتتركز بين القاهرة والإسكندرية.

موقع جغرافي مثالي وموسم واعد

يمنح الموقع الجغرافي لمصر ميزة تنافسية، حيث يُتوقع أن يتزامن موسمها مع ذروة إنتاج المغرب في فبراير. ورغم التشابه المناخي، تختلف نطاقات السوق، بسبب البعد الجغرافي بين الإسكندرية وأكادير المغربية.

إضافةً إلى ذلك، تتمتع مصر بوفرة مائية نسبية مقارنة بالمغرب، إلى جانب سهولة الري ووفرة اليد العاملة، ما يعزز من تنافسية القطاع ويُسهّل التوسع المستقبلي.

سوق محلي ناشئ وصادرات متنامية

يتجاوز عدد سكان مصر 100 مليون نسمة، ما يفتح المجال أمام سوق محلية واعدة، على غرار التجربة الجنوب أفريقية. وتشير استطلاعات حديثة إلى أن واحدًا من كل خمسة مستهلكين مصريين مهتم بشراء التوت الأزرق، ما يعكس إمكانيات نمو حقيقية على المستوى الداخلي.

على صعيد التصدير، تُعدّ المملكة المتحدة السوق الأهم، حيث ارتفعت الواردات البريطانية من التوت المصري من 43 إلى 149 طنًا خلال أول 14 أسبوعًا من الموسم، ما يدل على طلب أوروبي قوي على المنتجات ذات الجودة العالية والمواسم المبكرة.

تحديات الجودة والمنافسة

مع تزايد الطلب، تبرز تحديات رئيسية في وجه المنتجين المصريين، خصوصًا فيما يتعلق بـمعايير الجودة العالية التي تطلبها الأسواق الأوروبية. ويتطلب ذلك استثمارات كبيرة في البنية التحتية والإنتاج، إضافة إلى مراقبة صارمة لضمان الاتساق في الجودة والإمدادات.

ختاما، ترسّخ مصر حاليًا مكانتها كمنافس ناشئ في سوق التوت الأزرق العالمي، مستفيدةً من موقعها الجغرافي، ومواردها الطبيعية، والطلب المحلي المتنامي. ومع استمرار التجارب الدولية وتوسع الرقعة المزروعة، يُتوقع أن تلعب مصر دورًا متزايد الأهمية في تجارة الفاكهة العالمية خلال السنوات المقبلة.