الثلاثاء 19 مارس 2024 مـ 08:12 صـ 9 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

زرع وحصد وصدّر

أظن عزيزي القارئ أنك فهمت من عنوان مقالي أن الحديث هُنا عن الفلاح وحده، لأنه هو المنوط بالزرع والحصاد والتصدير، وبالفعل هو هكذا ونعلم جميعاً ماذا يزرع وماذا يحصد وما هو حصاده الذي نَمت عليه أجسام البشرية.

رغم صدق ظنك إلا أن مقالي اليوم يعلن غضبي "منك أنت شخصياً"، لأنك ساهمت في ضياع حق "الفلاح" بشكل مباشر أو غير مباشر، فلم تُعطه حقه ولم توقره ولم تشعره يوماً بقيمة ما يقدّمه لك.

ذهبت إلى عالم التكنولوجيا وعالم الأضواء وبحثت عن المُدن والحياة الخرسانية الجامدة الخالية من الروح، وتركت الثمين، ساهمت في تدمير الخضار والمناظر الطبيعية دون أن تعي هول ما تفعله.

عزيزي المواطن: أنا أضعك هنا أمام مقارنة شديدة الأهمية، بين مصر القديمة المليئة بالخضار والنسيم والروح الطيبة وبين مصر الجديدة العامرة بالأبراج والفيلّات وطوابير الخبز أمام مخابز مصر بأكملها.

أضعك أمام مقارنة بين ما قدّمه الفلاح لمصر والعالم وما قدّمه المخرج "خالد يوسف" وما حصده "الفلاح" وما حصده الآخر.

الفلاح زرع وحصد وصدّر، زرع كل خيرات الدنيا وحصد الفُتات من وراء زرعه وصدّر "عرقه وعمره" في صورة غذاء للعالم كله.

أما خالد يوسف، فزرع وحصد وصدّر أيضاً، لكنه زرع كل أنواع المُوبقات والفساد والتدمير والخراب، وحصد أموال لا عدد لها وشهرة واسعة وكوّن جمهورا لا حصر له، وصدّر للعالم سيرة سيئة عن مصر، سيرة لا تليق ببلد الفلاحين والعلماء، بلد الأزهر الشريف، بلد الحضارة، صاحبة الفضل على العالم، بلد الأنبياء والزعماء.

صدر الفلاح الغذاء محاربا للجوع، وصدّر خالد يوسف للعالم ولعقول الكثيرين من المصريين الشباب، أنَّ مصر بلد السُكر والمخدّرات والدعارة، بلد العشوائيات الحاوية لكل الممنوعات، بلد الحريات بمفهومها الخاطئ.

بلد تُغتصب فيها الفتيات القاصرات، اللائي يمارسن الدعارة بعد الاغتصاب وينجبن من الحرام ليلقين بأطفالهن أمام المساجد... إلخ.

صدّر المخرج كل هذا لعقول الشباب حتى صارت زرعته تسري في الشوارع بشكل حقيقي، بعدما كانت مجرد خيال مُبدع، فتّح عقول الشباب على حرية لم تكن يوماً في مصر، دمّر المجتمع ودمّر السيرة المصرية بما يسمى الفن.

وأنت أيها المواطن من كرّمت "يوسف" وعظّمت أعماله حين هرولت إلى دور السينما لتشاهد فكره الملوث، وتركت الطين للفلاح ُيخرِج منه الغذاء والكساء ويلون الدنيا بالخضار وحده، دون أن تُثني على إبداعه الحقيقي.

دمّرت حياتك بيديك وأعانك الله على ماهو آت، إن تركت عقلك ليوسف وأمثاله وأعماله وما يشبهها وتركت الفلاح دون أن تعظم عمله وتساهم في حل مشاكله.

موضوعات متعلقة