الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 01:58 صـ 9 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

كيف تتعامل مع أعداء النجاح؟

يقال: إن الشجر المثمر يُقذف بالحجارة دونًا عن غيره من أجل ثماره، وما رُمِي إلا لامتلائه بالثمار، أما الشجر الخاوي الخالي فلا يقذفه أحد، ولا يهتم به.

إن النجاح لا يأتي إلا بعمل وجد واجتهاد، فهو أمنية كل إنسان يعمل ويكدح من أجل ذلك، ويأتي محصلة لاجتهادات صغيرة تتراكم يوماً بعد يوم، ولكنه غالباً ما يولّد العداوات.
ومن لا يستطع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف، لكن الناجح هو من يؤمن دائماً بالمقولة الشهيرة: "إذا جاءتك ضربة من خلفك، فاعلم تماماً أنك في المقدمة"، لذلك لابد لأي انسان ناجح أن يتحلى بأهم مهارات النجاح، وهي الصبر وقوة الصمود أمام أي تحديات أو صعوبات، والعمل هو الرد البليغ على أعداء النجاح.
ولا أعتقد أن هناك شيئاً يؤلم الفاشلين أكثر من استمرار نجاح الناجحين، ولكل شخص ناجح مئات الحاسدين الذين يؤلمهم نجاحه، ولا يستخدمون أساليب المنافسة المشروعة، وهذا حال الفاشلين دائماً، لا يسعون إلى تطوير أنفسهم، بل يلجأون إلى أشنع الوسائل لتحطيم المنافس، على اعتبار أن سقوط المنافس نجاح لهم، حتى وهم يعلمون علم اليقين أن المشكلة الرئيسة فيهم لا في منافسهم.
لقد أكلت الغيرة قلوب الحاقدين أعداء النجاح، وعشش الحسد فى صدورهم، فسرعان ما يعلنون على الناجح حربا خسيسة، سلاحهم فيها الكلمة الكاذبة والشائعة المفترية، وكأنهم لم يسمعوا قول النبي صلي الله عليه وسلم "المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده" (متفق عليه).
إن أفضل طريقة للتعامل مع أعداء النجاح هى تجاهلهم وعدم الالتفات إليهم تماماً، لأنهم يهدفون إلى تشويشك ولفت انتباهك لقضايا فرعية، مما يؤثر على كفاءتك في العمل الأساسي، وليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للإهانة أو للشكوى لا تتردد بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة، مع مواصلة التميز سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي.
المهم أن يكون الإنسان واثقاً بالله ثم بنفسه، فلا يهتز ولا يرضخ لأية مخاوف، إضافةً إلى أهمية ألاّ يسقط الإنسان في فخ الغرور، بالنظر إلى غيره بأنهم أقل منه، مما يجعله يحفر قبر نجاحه بيده.
علينا دائما التأمل في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم في التعامل مع خصومه وأعدائه، فمنهم من تم احتوائه ومنهم من تم تجاهله، ومنهم من تمت مواجهته إذا لزم الأمر لحسم الصراع.
قال الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما: "إن استطعت فكن عالمًا، فإن لم تستطع فكن مُتعلِّمًا، فإن لم تَستطع فأحبَّهم (العلماء)، فإن لم تستطع فلا تُبغضهم"، ومعنى ذلك أن نوطن أنفسنا على محبة الخير للآخري ، وأن نحرص على إيصال النفع لهم، وعدم الإضرار بهم، فالديانات السماوية السمحة لا تعرف إلا الخير والصفاء والنقاء والمحبة والسلام بين أبناء المجتمع.

* رئيس قطاع الإنتاج بوزارة الزراعة.