مشاكل تسويقية وإنتاجية تهدد زراعة ”بنجر السكر” في الإسماعيلية

يعد محصول بنجر السكر من الزراعات الاستراتيجية في محافظة الإسماعيلية، وهو محصول شتوي ينافس محاصيل أخرى، كمحصول القمح والفول، ويعد حلاً بديلاً لانتاج السكر في مصر بعد زيادة أسعار السكر في الفترة الاخيرة، كما أن نصف انتاج السكر المحلي من البنجر، مما يتطلب زيادة نسبة المساحات المزروعة ببنجر السكر أفقيًا ورأسيًا، والاهتمام بسياساته التسويقية والقضاء على المشاكل التي تواجه المزارعين وإنشاء مصانع في الأماكن القريبة من زراعته.
وفي محافظة الإسماعيلية بدأت زراعة محصول بنجر السكر بشكل حديث نسبيا منذ 5 سنوات تقريبا بالتحديد في مركزي القنطرة شرق وغرب بزراعة 6585 فدانًا ثم تزايدت مساحة الزراعات حتى وصل المستهدف من زراعته للعام الحالي الى 10 آلاف فدان وتعاقدت شركات السكر على شراء محصول العام الحالي من المزارعين المقرر البدء في زراعته 15 أغسطس الجاري.
يقول إبراهيم عطية مزارع: نعاني من مشاكل تسويقية عديدة خصوصا وأن المنطقة خالية من مصانع انتاج بنجر السكر وننتظرعروض شركات ومصانع في محافظات بعيدة عن المنطقة لإنهاء إجراءات التسويق التي تتسبب في فساد المحصول لانتظاره فترات طويلة لشحنه وإرساله الى الشركات والمصانع.
كما أن التحكم فى العمليات التسويقية الخاصة بوزن المحصول في المصنع وتحديد نسبة السكر والشوائب، في عدم حضور منتجي محصول بنجر السكر تقتضي بعدم الثقة بين المزارعين وإدارة المصانع.
ويضيف أحمد محمود مزارع : المحصول يكلف الكثير مثلا يكلف الفدان الواحد من 7 إلى 8 آلاف جنيه في حين نبيع الطن الى المصنع بسعر 400 جنيه، كما يعطل زراعات هامة للفلاح في الفترة الشتوية منها القمح و الفول البلدي والبرسيم إضافة الى مشاكل السماد و التقاوي التي يحتاج الفدان الى 4 كيلو تقاوي لزراعته وهي طبعًا غير موجودة بمصر ويتم استيرادها .
ويطالب مصطفى حسني مزارع : بدعم محصول بنجر السكر قائلاً :المحصول يواجه مشكلات أخرى أهمها عدم التسهيلات في القروض الائتمانية لتمويل المستلزمات، والعمليات الزراعية لإنتاج المحصول، إضافة إلى عدم تسوية الأرض بالليزر، والحرث العميق تحت التربة، وعدم استنباط ونشر أصناف جديدة من المحاصيل السكرية التي تحقق أعلى إنتاجية ممكنة.
كما أن البذور مستوردة من دول الاتحاد الأوروبي لأن طبيعة الجو لاتتناسب مع انتاج بذور بنجر السكر الذي يعد محصولاً استصلاحيًا يمتص ملوحة الأرض ويزيد من جودتها.
ويتابع : أن تراكم الكميات المنتجة من البنجر على الطريق لمدة أيام بعد الحصاد، بسب الجمع المبكر عدم وضع سياسات سعرية ملائمة تأخذ فى الاعتبار تحقيق هامش ربح عادل لمزراعي بنجر السكر مقارنة بأسعار وعوائد المحاصيل الشتوية المنافسة على أن يعلن عنها قبل مواسم الإنتاج بفترة كافية لتشجيع الزارع.
يقول المهندس محمود عبدالقادر مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بمحافظة الإسماعيلية ان متوسط انتاج فدان البنجر ينتج حوالى 3 أطنان سكر من 28 طن بنجر ويحتاج إلى 4000 م3 مياه / سنة، ويتم زراعة محصول البنجر على 3 عروات هي، العروة لأولى وتزرع في شهر أغسطس ومتوسط الإنتاج فى هذه العروة 16 طن/ فدان وتمثل 30 % من مساحة البنجر المنزرعة.
والعروة الثانية في شهر سبتمبر و تمثل هذه العروة 40 % من المساحة المنزرعة وتمتاز بنسبة الإنبات المرتفعة.
والعروة الثالثة شهر أكتوبر والأسبوع الأول من نوفمبر، وتمتاز هذه العروة إرتفاع نسبة الإنبات بدرجة كبيرة مما يعطى كثافة نباتية عالية
ويشير المهندس محمد فؤاد مدير إدارة المكافحة بالقنطرة شرق أن محصول بنجر السكر يزرع في قرية جلبانة بالقنطرة شرق تحديدًا في احواض الشهيد عبدربه حمادة 1 و 2 و جمعية 1150 و جمعية مدين قاسم و جمعية كمال الدين حسين ويزرع في قرية البياضية بالقنطرة غرب. لافتًا إلى أنه يتم حاليًا تقليب وتشميس وحرث التربة للتخلص من الآفات الضارة وتفكيكها تمهيدًا لزراعة العروة المبكرة .
ومن جانبه أكد المهندس السيد خليل وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية ان الوزارة دورها الأرشاد خلال مراحل نمو النبات بالاضافة الى توفير الاسمدة و المبيدات المدعمة باسعار أقل من أسعار السوق بجانب تحديد سعر التوريد بين المصنع و الفلاح موضحا ان المديرية تنظم ندوات ارشادية لمزارعي محصول البنجر للتوعية بأساسيات الزراعة و الحصاد و التسويق .
ومن جانبه طالب عصام سعد منسي نائب الدائرة الثانية عن محافظة الإسماعيلية بزيادة المساحات المزروعة بمحصول بنجر السكر لما له من فوائد عديدة سواء على المزارع او الاقتصاد القومي أو على الأرض الزراعية لانه يخلص الأرض الزراعية من ملوحة التربة، كما يطالب النائب بإنشاء مصنع لبنجر السكر بالقنطرة شرق.